حذرت الأخصائية النفسية في وزارة الشؤون الاجتماعية سارة التميمي، من استغلال صغار السن من الأطفال من قبل بعض الأسر، أو الشبكات المنظمة لممارسة عمليات التسول، واستغلال براءة الأطفال لهذه الأعمال. موكدة أن لهذه الممارسة أضرار سلبية على شخصية الطفل في المستقبل. وقالت التميمي، في تصريح إلى "الوطن": يعتبر أطفال التسول ضحايا استغلال وطمع أهاليهم وذويهم، لأنهم يصبحون ضحايا للاستغلال الجسدي والفكري. وأضافت التميمي، أن هذا الاستغلال يقتل براءة الطفل، مما يجعله لا يتمتع كبقية الأطفال بحياة سوية طبيعية، فهو يحرم من الدراسة واللعب مع نظرائه أو الانخراط في بيئة تعلمه الفضيلة وحسن السلوك، كما أن استغلالهم في التسول يكسبهم عادات وسلوكيات سيئة قد تودي إلى إصابتهم مستقبلا بأضرار جسدية واضطرابات نفسية بسبب ما يواجهونه يومياً في الشوارع عند ممارسة التسول من سوء معاملة وزجر ونهر وملاحقات أمنية. ولفتت التميمي، إلى أن التسول يكسب الطفل صفات الاحتيال والكذب، وهم يستجدون الآخرين لكسب تعاطفهم من خلال ما يظهرونه من فقر وعوز وسوء حال. وأشارت إلى أن نزول الطفل المتسول إلى الشارع بهدف التسول يعرض حياته للخطر من خلال ما يتعرض له من حالات دهس وحوادث مرورية، خاصة عندما يكون هناك تتبع وملاحقة من قبل الجهات المعنية لمكافحة التسول في الشوارع المزدحمة، وعند إشارات المرور المكتظة بالسيارات والمارة، أو في حال تعرضه لحالات اختطاف. وقالت التميمي، إن الطفل المتسول تتولد لديه عملية الطمع فلا يكتفي بالقليل بل يزيد طمعه كلما زاد تعاطف الناس معه، فلا يرى الطفل المتسول في الشارع إلا التمرد على المجتمع ومحاولة الكذب على الناس للحصول على المال، فهو ينمو نمواً غير طبيعي وغير سوي، ويصبح مدمناً على التسول وكل سلوك سيء يوصله لعقول ومشاعر الناس ليعطوه المال. وقالت التميمي، إن المثير للسخرية أن بعض الأطفال المتسولين يشتمون من يعطونهم مبالغ مالية قليلة، وهذا مؤشر إجرامي خطير قد يؤدي فيما بعد إلى تحولات سلوكية كالسرقة والعنف للحصول على المال. وطالبت التميمي المجتمع بالوقوف مع الجهات المعنية، من خلال الإبلاغ عن مثل هذه الحالات التي تنتشر في الأسواق والطرق السريعة وأمام محطات الوقود وغيرها من الأماكن التي تكتظ بالحركة للقضاء على ظاهرة استغلال الأطفال في التسول بكافة صوره وأشكاله.