رفض الشاب السعودي محمد حسن عداوي (22 عاماً) أن تكون حصيلة دراسته ل "التمريض" عبارة عن شهادة دبلوم معلقة، وذاكرة تتلاشى منها معلومات الدراسة والتدريب، وهو قابع في منزله بمحافظة الدرب في انتظار الوظيفة، بل قرر أن يكون جزءاً من مشهد إنساني، فحزم حقائبه وسافر إلى الأردن؛ ليكون عضواً فعالاً في فريق "أطباء عبر القارات" ويقدم الرعاية لأشقائه اللاجئين السوريين. ويقول عداوي ل "الوطن": إن حبه لعمل الخير والاستفادة من الخبرة عبر ممارسة مهنته دفعاه بناء على طلب "أطباء عبر القارات" إلى هذه التجربة الممزوجة بالإنسانية والألم المتأتي من جروح النازحين وقصصهم التي تملأ أرجاء مخيم "الزعتري". هنا في عيادة المخيم يتنقل بين زملائه، بقميصه الأبيض بين أفواج اللاجئين مضمداً جراحهم ومواسياً مرضاهم. ولا يستعجل عداوي العودة إلى سفوح أبها. ويقول: "حالياً لا تهمني العودة، ولا أفكر بها.. سأمكث هنا حتى تنتهي الحاجة إلى وجودي، خاصة وأنني الممرض السعودي الوحيد".