انحسرت الجمعيات العمومية في معظم الأندية الأدبية بعد العام الأول من العضوية الذي تخلله تشكيل مجالس الإدارة، وتقلص عدد أعضائها إلى حد أدنى بعد أن اكتفى كثير منهم بعضوية العام الأول. وكشف عدد من رؤساء الأندية الأدبية عن ضعف الإقبال على تجديد العضوية ليصل الحال بالجمعيات العمومية إلى الربع في كثير من الأندية، مؤكدين أن التجديد السنوي للعضوية يحدث شيئا من الإرباك ومطالبين بأن تدفع رسوم عضوية الدورة كاملة مرة واحدة. فيما ذهب آخرون إلى تبرير هذا الضعف بأن الإقبال على التسجيل أول مرة كان بسبب الانتخابات، ولا علاقة له باهتمام تلك الأعداد الكبيرة في الجمعيات العمومية سنة تأسيسها بالأدب والثقافة، بل كانت هناك لغرض الانتخاب، وحين انتهت انتخابات ذلك العام انسحب غالبية أعضاء الجمعيات العمومية، واختفوا عن أماكنهم في الأندية الأدبية، سواء في النشاطات والفعاليات، أو على مستوى الاجتماعات الإدارية الدورية. "الوطن" استطلعت حال عدد من الأندية الأدبية لمعرفة أوضاع جمعيتها العمومية، وقال رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالله السلمي إن النادي في طور تجديد عضوية أعضاء عموميته والبعض منهم لم تنته عضويته بعد، وبين أن المؤشرات الأولية تشير إلى أن 50% جددوا عضويتهم بينما تلقى النادي أعضاء جددا بما يوازي عدد المتأخرين عن السداد، وأشار إلى أن الحراك الثقافي الذي أحدثته الأندية فيما مضى من دورتها غير شيئا مما في ذهنية المثقف فتحول التوجه إليها. وأيد السلمي دفع رسوم دورة الجمعية العمومية كاملة من قبل الأعضاء حيث إن ذلك يقطع الطريق على من يأتون لمهمة خاصة ويدفعون رسوم العام الأول، ويسهم في استقرار الجمعيات العمومية وبالتالي استقرار الأندية الأدبية. وقال رئيس نادي الرياض الأدبي الدكتور عبدالله الوشمي إن نسبة الأعضاء الذين جددوا عضويتهم للعام الثاني يصل إلى حدود 50%، مشيرا إلى أن النادي تلقى طلبات عضوية جديدة من أعضاء لم يكونوا ضمن الجمعية العمومية في سنتها الأولى. وبين الوشمي أن العضويات الجديدة بلغت 25 عضوية بما يعادل ثلث عدد أعضاء الجمعية العمومية القدامى. وأشار إلى أن النادي يتواصل مع أعضاء جمعيته وفق قائمة خاصة ويدعوهم إلى حضور دورات يقيمها النادي لأعضاء جمعيته، مضيفا أن آخر فعالية للنادي كانت الأسبوع الماضي وشهدت تسجيل 3 عضويات جديدة. من جهته ذهب رئيس نادي الطائف الأدبي عطاالله الجعيد إلى أن عملية تجديد العضوية مازالت قائمة "وإن كان الإقبال بطيئا"، مشيرا إلى أن عدد من قاموا بتجديد العضوية للعام الثاني بلغ 30 عضوا من بينهم أعضاء مجلس الإدارة. وقال الجعيد: إن النادي يتواصل مع أعضاء جمعيته بصفة مستمرة ويدعوهم إلى المناشط، ويحثهم على تجديد العضوية ويشركهم في التخطيط لبعض الفعاليات ويستشير عددا منهم، مشيرا إلى أن الجمعيات العمومية التي ستعقد لاحقا لا يحق لأي عضو دخولها إلا بعد تجديد العضوية. وفي نادي الحدود الشمالية – الذي لم يتجاوز أعضاء الجمعية العمومية فيه الربع وفقا لرئيس النادي ماجد المطلق- فقد برر المطلق نفسه هذا العزوف ب"أن الكثيرين من أعضاء الجمعية العمومية في العام الأول كان تسجيلهم لأغراض انتخابية وانتهت مهمتهم بانتهاء الانتخابات". وبين المطلق أن أفضل الطرق لتحفيز أعضاء الجمعية العمومية على الاستمرار في العضوية هو إشراكهم في اللجان الدائمة، متوقعا أن يكون العزوف أكثر لو ألزم الأعضاء بدفع رسوم عضوية الدورة كاملة. وأشار إلى أن ذلك يحرم النادي من دخل رسوم عضوية الجمعية السنوي.