يحبذ كثير من كبار السن المشاركة في الحفلات الشعبية التي تتضمن الفلكلورات التي قاموا بممارستها منذ عهد الآباء والأجداد، ويستعيد هؤلاء ذكريات الشباب الجميلة بممارسة هواياتهم الشعبية عند إقامة المناسبات المختلفة كحفلات الأعراس وعيد الفطر أو اليوم الوطني، ولم يمنعهم كبر السن من تقديم هذه الفنون التي تتطلب جهدا بدنيا، ويطالبون أبناءهم وأحفادهم بالمحافظة على هذا الإرث الشعبي. الشاب علي سعد الأسمري يقول عن ذلك، "نرى كبار السن بالمناسبات المختلفة في غاية السرور عند إقامة موروث شعبي يقام، حيث يبادرون مباشرة بالاستعداد للمشاركة، وقبل المناسبة يبادرون بتجهيز جميع ما يحتاجه اللون الشعبي، فنجد أن للعرضة أدوات معينة كلبس الخنجر أو الذريع، وبندق المقمع، أو أبو فتيل، وكذلك الملابس ذات الأكمام الواسعة". ويذكر الأسمري أن لكبار السن طابعا خاصا يحبه الجميع، فتجدهم يؤدون الموروث الشعبي بإتقان تام، ويرى أن على الشباب الاستفادة من ذلك الموروث، وتطبيقه جيداً حتى لا يندثر". من جانبه دعا عضو المركز العربي للإعلام السياحي خالد آل دغيم إلى تعزيز هوية الإرث التراثي للفنون الشعبية باختلاف ألوانها، حيث اعتبرها قضية وطنية، وعمق ثقافي وتاريخي وأدبي للإنسان والمكان على امتداد الوطن. ويرى أن الأداء الصحيح للموروث الشعبي يتم عندما يقدم كما ورثناه عن الأجداد والآباء دون زيادة أو تغيير أو اجتهاد، لأن الموروث محدد ومؤطر بنكهته الخاصة حركة وأداء، مشيرا إلى أن الاستعانة بالرعيل الأول لتعليم وتثقيف الأبناء يعد من أنجح الطرق للمحافظة على بقائه دون فقده لأحد مقوماته أو أركانه الأساسية. وأكد آل دغيم على دور الهيئة العامة للسياحة والآثار التي أدرجت الموروث الشعبي كمنتج سياحي هام من خلال إقامة فعاليات خاصة تشارك بها فرق تؤدي موروثها الشعبي والطربي، وتشجيع حضور هذا الموروث الأصيل في المناسبات الوطنية والبرامج السياحية. وقال إن هذا الإرث جاء نتيجة تفاعل الإنسان مع البيئة من حوله حيث الطوبغرافية جعلت الإنسان يغني وهو يزرع ويحصد ويبني ويرعى ماشيته، أو يشارك أبناء مجتمعه في أفراحهم من زواج أو ختان أو أعياد، ولذلك يكون لديه هذا الثراء في اللحن والاستعراض. وطالب آل دغيم بالحفاظ على هذا الموروث حتى لا يندثر، ومنها الخطوة، والعرضة، والدمة والرحفة، والزامل، والقزوعي، واللعب، والربخة وغيرها، وعدم إضافة عناصر موسيقية حديثة لها مثل كالبيانو والعود، خصوصاً وأن لهذه الفنون إيقاعات خاصة كالزير، والزلفة، والدف وغيرها، مشيرا إلى أهمية إحيائها وتعليمها للأبناء منذ نعومة أظافرهم كما توارثناها في الإيقاعات والحركات والملابس والإكسسوارات. كما طالب آل دغيم المجالس البلدية والمراكز والمحافظات ومجالس التنمية السياحية بإيجاد مقرات تحت مظلة جمعية الثقافة والفنون ليمارس بها الشباب هواياتهم، ومن ضمنها الموروث الشعبي وفنونه المختلفة بمتابعة مشرفين لديهم الدراية بهذا الموروث، لتحافظ كل منطقة على تراثها لكي تتنوع الفنون، ويتم الارتقاء بها.