استحق الأهلي نيل الأفضلية من بين الأندية السعودية التي تشارك في بطولتي دوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي ب "العلامة الكاملة"، حينما تمكن من إقصاء منافسه سباهان الإيراني من وقت مبكر من المباراة، وتسيير المباراة كما يحب مكتفياً برباعية من الأهداف، نقلته مباشرة إلى الدور نصف النهائي. وفي الطرف الآخر، نجا الاتحاد من مطب منافسه جوانزوا الصيني بشق الأنفس، ما جعله يستفيد من نتيجة المباراتين ويضمن لنفسه أيضاً مقعداً في مباراتي نصف النهائي. وفي الرياض، اختفى الهلال عكس ما كان متوقعاً بأنه قادر على تعديل تأخره بهدف من فريق أولسان الكوري الجنوبي في مباراة الذهاب وسيتمكن من إضافة هدفين أوثلاثة، ولكن الصدمة كانت قاسية مع مرور دقائق من المباراة ولاعبو أولسان يعقدون المباراة بهدفين سريعين حتى توقف تهديفهم عند 4 أهداف. وأمر الهلال ينطبق على الاتفاق الذي عاش أمام مضيفه الكويت الكويتي في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي ظروفاً مشابهة حينما استقبل هدفين مبكرا هزا ثقة اللاعبين حتى تلقوا هدفين آخرين في الشوط الثاني. استقرار الأهلي "مريح" تعتبر نتيجة التعادل السلبي ما بين الأهلي ومضيفه سباهان في مباراة الذهاب أحد العوامل الرئيسية لأبناء القلعة بأن يعد عدته لمباراة الرد في جدة، وسط معنويات مرتفعة، خصوصاً والفريق لعب مكتمل الصفوف بعودة الخطير فيكتور سيموس بجانب عماد الحوسني كثنائي في خط الهجوم، في الوقت الذي كان فيه لاعبو الوسط أجادوا بقيادة تيسير الجاسم الذي قام بالاختراقات من جميع المناطق، مستثمراً انشغال لاعبي سباهان بمراقبة فيكتور والحوسني، فمع تسجيل الأهلي للهدف الأول إلا الهدف الثاني والبطاقة الحمراء لحارس مرمى سباهان كانا نقطة تحول كبرى في المباراة، بالذات أن ذلك كان في وقت باكر من المباراة، حتى أن هدف سباهان الأول لم يكن له أي ردة فعل أربكت الأهلاويين، خصوصاً وأن اللاعبين استمروا في محاصرة منافسيهم طوال شوطي المباراة واكتفوا بتسجيل 4 أهداف من عدة فرص خطرة قابلة للتسجيل. هروب الاتحاد كان الاتحاد محظوظاً خلال مواجهته جوانزوا الصيني بأن يسجل البديل فهد المولد هدف المرور إلى المرحلة المقبلة، بعد مباراة مارس خلالها لاعبو جوانزوا أنواع الضغط الهجومي، وهددوا مرمى مبروك زايد بكرات منوعة. ومع تواصل الفرص الخطرة التي يقوم بها الصينيون من أجل تسجيل هدف ثالث للاطمئنان، جاءت فرصة إنقاذ الاتحاد من كرة مرتدة ولجت مرمى جوانزوا. الهلال غاب وقت "الجد" في مباراة حضر فيها اسم الهلال دون أن يكون له أي حضور فعلي على المستطيل الأخضر وهو يواجه منافسه الكوري الجنوبي أولسان صاحب التقدم بهدف وحيد في مباراة الذهاب، لم يكن الهلال مهيئاً نفسياً بالشكل المثالي، الذي يضمن للاعبيه الدخول في أجواء المباراة بشكل سريع، ويحفزهم لامتصاص أي صدمة قد يحدثها الفريق المنافس خلال المباراة، إلا أن ما يخشاه المحللون والنقاد وبالتأكيد مدرب الفريق كومبواريه قد حدث على أرض الواقع واللاعبون يعيشون حال توهان منذ الدقائق الأولى؛ ما ساعد الضيوف على هز شباك السديري بكرة خادعة تعطي دليلاً على أنهم يتحركون ميدانيا بشكل عشوائي دون تركيز أو تفاعل مع مجرى المباراة. ولعل الهدف الأول والخطأ الفادح من حارس المرمى السديري منح مثل هذه المؤشرات السلبية، وكان يتوقع أن تكون هناك ردة فعل ستزيح الضغوطات من على لاعبي الهلال وتحررهم بشكل أكبر، إلا أن المفاجأة بالفعل هي زيادة التوهان والعشوائية للاعبين وعلى تحركاتهم وتفاعلهم على ملعب المباراة، حتى أجاد لاعبو أولسان هذا الأمر وسجلوا الهدف الثاني، ما مثل الصدمة التي قضت على أي أمل وتطلع لدى الهلاليين، وكانت زيارتهم لغرف تبديل الملابس بين شوطي اللقاء عابرة لم تحرك لديهم أي جديد، حتى أن التبديلات الثلاثة زادت المعاناة ولم تجلب أي جديد، وهو ما مكن لاعبي أولسان من الاكتفاء بأربعة أهداف دون مقابل.