قيادة المرأة.. الاختلاط.. الغناء .. أتعجب كثيراً مما حال إليه حالنا في الأوقات الأخيرة في مجالسنا وإعلامنا وحواراتنا فأصبح شغلنا الشاغل قيادة المرأة للسيارة والاختلاط واستباحة الغناء والصلاة فرداً ، وإرضاع الكبير وسفر المرأة بدون محرم جائز والكثير الكثير الذي لا يتسع المجال لطرحه والاستطراد به. بينما كثير من الدول المجاورة تتسابق في المجال النووي والطاقة والاستعراضات العسكرية والمناورات وفرد العضلات والسعي للهيمنة والتربع على عرش المنطقة والبحث عن الكثير من البدائل لما هو صمام الأمان والتي تعتمد عليه دول الخليج كافة بعد الله عز وجل البترول.. الكل يستفتي ، والكل أصبح يفتي حتى إن البعض أصبح يفتي حتى لو لم يستفتى بحثا عن شهرة إعلامية وفلاشات قد تحط من قدره ومكانته في مجتمعنا فالمهم أن يتصدر صفحات الصحف اليومية المحلية ومواقع الإنترنت العالمية، ويصبح حديث الساعة فاليوم يفتي وغدا يتراجع أو يعقب على فتواه بتعديل ما فيها فأين الخلل بالناقل للفتوى أم المفتي نفسه أين نحن من قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم)، وقوله عليه الصلاة والسلام (إن الحلال بين والحرام بين ).. أصبح مجتمعنا يستفتي في كل شيء فما بقي إلا أن يستفتي هل يجوز أن أركب سيارتي من اليمين بدلا من الشمال والمستفتى لا يتوانى لبرهة بأن يقول الله أعلم ، فأين هم عن قوله صلى الله عليه وسلم (أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار) ؟، وأين هم من حال السلف والتابعين؟ فقد قال عقبة بن مسلم: "صحبتُ ابن عمر أربعة وثلاثين شهراً، فكثيراً ما يسأل فيقول: لا أدري، ثم يلتفت إليَّ فيقول: تدري ما يريد هؤلاء؟ يريدون أن يجعلوا ظهورنا جسراً لهم إلى جهنم". لا أستبعد إن بقي الحال على ما هو عليه أن تأتيك الفتوى إلى باب منزلك كخدمة توصيل المنازل. لنعود لشغلنا الشاغل هذه الأيام: لا يوجد ما يحرم قيادة المرأة للسيارة بنص صريح من الكتاب والسنة وإن رأى بعض مشايخنا الأفاضل السابقين حرمة ذلك، لماذا لا يعاد النظر في تلك الفتاوى فلكل زمان حال؟ .. فكثير ما تراجع بعض المشايخ المعروفين لدينا عن مواقف وفتاوى متشددة في السابق، فالكل يعلم من هم بدون تصريح أو تلميح ... قد يقول القارئ حال هذا الكاتب مبك فالله المستعان. وأنا أقول نقبل بسائق أجنبي يقطع معها عشرات الكيلومترات ونستبيح ذلك بداعي الضرورة ونحرم أن تقود السيارة وحدها بداعي تجنب الفتنه فأيهما أشد خطراً وفتنة رجل يخلو بامرأة أجنبية أم قيادة سيارتها بنفسها؟ ماجد غالب سعود المحمدي (المدينةالمنورة) وزارة الشؤون الإسلامية