شهدت محلات الدواجن وعدد من المطاعم عزوفا لافتا من قبل المستهلكين، خلال اليومين الماضيين، وهو ما يصب في نجاح حملات المقاطعة الإلكترونية للدواجن والبيض. وتخوف متعاملون من استمرار حملات المقاطعة، وأن الأضرار ستتعدى مزارع الدواجن إلى أصحاب محلات التوزيع والمطاعم والبوفيات التي تعتمد بشكل كبير على الدواجن. "الوطن" نفذت أمس جولة ميدانية على عدد من محلات بيع الدجاج المبرد والمجمد، والتقت عددا من الباعة والعاملين فيها، مؤكدين أن محلاتهم تأثرت بحملة المقاطعة بنسب تتراوح بين 20 و35 %، بينما لم تشهد الدواجن المثلجة والمستوردة ضعفا في الإقبال، إذ يعتمد في بيعها بالدرجة الأولى على المطاعم، والوافدين الذين يجهلون حملات المقاطعة للمواطنين. وشهدت حملات المقاطعة جدلا كبيرا لعدم وجود بدائل مناسبة للدواجن، بسبب ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، والأسماك، والتي لا تقارن بأسعار الدواجن، مما يحد من استمرار ونجاح المقاطعة. وقال مرزوق العايد مستثمر في توزيع الدواجن، إن المقاطعة عملت موقفا تجاة الصف الأول من مستثمري الدواجن، والمتسبب في تعديل أسعار الدواجن، ويجب أن يصاحب هذه الحملة تحرك سريع من الجهات الحكومية ذات العلاقة، حتى لا يتأثر الاسثمار المرتبط ببيع الدواجن، كالمطاعم والبوفيات. وقدر العايد أن نسبة انخفاض المبيعات للبيض والدواجن وصلت خلال اليومين الماضيين إلى نحو 35% وتحديدا في الدواجن المبردة أو حديثة الذبح، والتي يقبل عليها المواطنون بشكل كبير، بينما لم يشهد الدجاج المثلج انخفاضا ملحوظا بسبب تسويقة في منافذ بيع بعيدة عن حملات مقاطعة المواطنين. من جهته قال عبدالعزيزالشعيبي إن المقاطعة صعبة، وخاصة لعدم وجود بديل مناسب للدواجن، ولكن يجب علينا أن نسجل موقفا أمام جشع التجار وزيادتهم غير المبررة، وخاصة أن أعلاف الدواجن مدعومة من الدولة. وتوقع الشعيبي نجاح الحملة لما تشهده من تأييد كبير في مواقع التواصل الاجتماعية، والهواتف النقالة وما يثار في المجالس. إلى ذلك، توقع الأستاذ المشارك بجامعة الملك عبد العزيز بكلية الاقتصاد والإدارة والخبير الاقتصادي الدكتورعلي حسين القحطاني أن تلحق حملة المقاطعة خسائر وصفها بالفادحة بأصحاب المزارع ومنتجي الدواجن المبردة ، جراء الحملات التي شنتها مواقع الإنترنت على شبكات التواصل الاجتماعية. وأشار إلى أن هناك ثلاثة احتمالات لوقوع الأزمة منها احتمال كونها أزمة مفتعلة أو ارتفاع زيادة الطلب على شراء وتخزين الدجاج المبرد لقرب موسم الحج أو أن تكون هناك عوامل بيئية أثرت بشكل ملحوظ على إنتاج البيض ومنها نشأت الأزمة وسوف ينتج عن الحملة عزوف المشترين عن شراء الدواجن بشكل كبير نظرا لضعف قيمة الشراء وعدم استطاعة الأسر تحمل الغلاء المعيشي الذي يلجأ إليه بعضهم. وانتقد القحطاني تجاهل دور وزارة الزراعة عن دعم فئة منتجي الدواجن المبردة من تقديم الأعلاف الغذاء اللازم لتثبيت الأسعار.