في كل عام ومع كل شروق شمس تشرق على أرضنا الطاهرة نحتفل بيومنا الوطني المجيد، يوم تتجدد فيه الذكرى، وتخلد فيه الأمجاد، يوم تكتسي فيه القلوب بلون الفخر والاعتزاز، وتتلألأ فيه العيون بلمعة الأمل والتفاؤل، إنه اليوم الوطني السعودي ال94، يوم الوطن الذي يجمعنا على حبه، ويرسخ فينا معاني الوحدة والعزة. في هذا اليوم نعود بذاكرتنا إلى الماضي العريق، إلى حيث كانت البداية، حينما توحدت هذه الأرض الطيبة تحت راية واحدة، وارتفع صوت الحق، وصدحت الأصوات معلنة ولادة الدولة السعودية الثالثة -وريثة الدولتين السعوديتين: الأولى والثانية- على يد الملك المؤسس، عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- ومنذ ذلك الحين بدأت رحلة البناء والعطاء، وتأسس وطن شامخ يقف اليوم صامدًا بين الأمم، حاملا راية الإسلام والسلام، مترفعًا بعزة وثبات. إن اليوم الوطني ليس مجرد ذكرى عابرة، بل هو يوم تتجدد فيه الهمم، وتلتقي فيه القمم، يوم نرى فيه إنجازاتنا، ونستشعر فيه تضحيات أجدادنا، ونؤكد فيه للعالم أجمع أننا شعب لا يعرف المستحيل، نرى في هذا اليوم كيف تحول الحلم إلى واقع، وكيف صار الطموح عنوانًا لكل إنجاز. في اليوم الوطني، نجد الوطن في كل زاوية، في كل شارع، وفي كل قلب نابض بحب السعودية، نرى تاريخنا العريق يروي لنا قصص الأبطال، ونسمع همسات الماضي تذكرنا بأننا على خطى المجد نسير، في كل ركن من أركان هذا الوطن، هناك قصة نجاح، وكل إنجاز يروي حكاية صمود. وفي هذا اليوم نجدد عهدنا لوطننا العزيز، نعده بأن نكون حصنه المنيع ودرعه الواقية، نعده بأن نواصل البناء، وأن نستمر في تحقيق الرؤية الطموحة التي تسعى لجعل السعودية في مصاف الدول المتقدمة. إن هذا اليوم العظيم ليس فقط مناسبة للاحتفال، بل هو دعوة للتأمل فيما أنجزناه، وللتفكير في المستقبل، حيث يبقى الوطن شامخًا بأبنائه وبناته الذين يصرون على كتابة تاريخ جديد كل يوم تاريخ يليق بعظمة هذا الوطن ومكانته. فلنرفع رؤوسنا عاليًا، ولنجعل من اليوم الوطني السعودي 94 مناسبة نستمد منها القوة والعزيمة والإرادة، لنكن دائمًا فخورين بانتمائنا لهذه الأرض المباركة ولنحافظ على إرثنا الغالي ولنبني مستقبلا يليق بنا وبوطننا العظيم. دامت السعودية حرة أبية.. ودامت أيامنا مكللة بالمجد والعطاء.. وكل عام والوطن في أبهى حلة وأعلى مكانة.