كشف مدير عام صندوق الموارد البشرية "هدف" إبراهيم المعيقل ل"الوطن" عن إطلاق برنامج توظيف جديد خلال الأسابيع القليلة المقبلة يستهدف توظيف النساء وذوي الاحتياجات الخاصة للعمل عن بعد بالتعاون مع عدد من الشركات الخاصة. وأوضح المعيقل أن البرنامج يعتبر نواة للتوسع في توظيف الفتيات من خريجي الجامعات والكليات والمعاهد المهنية، في العمل عن بعد والذي يطلق لأول مرة في المملكة. وأشار إلى أن البرنامج سيخضع لفترة تجربة في بعض المدن لقياس مدى نجاح التجربة ومعرفة الأخطاء، وإمكانية التوسع فيها وحث الشركات على الدخول في البرنامج للاستفادة من الفرص التي يدعمها الصندوق من خلال دعم الدورات التدريبية ودعم نسبة من المرتبات الشهرية. وذكر أن المهن ستعتمد بالدرجة الأولى على استخدام التقنية وبإمكان العاملات العمل على تلك المهن في المنزل، مبينا أن هناك مهنا تم تصنيفها للدخول في البرنامج، كالترجمة وتصميم المواقع وخدمة العملاء والتسويق الإلكتروني. وحول تقدير المرتبات الشهرية للمستفيدات من العمل عن بعد، قال المعيقل هذا الأمر يحدد بناء على الشركات وطالبي العمل، والصندوق لا يتدخل في قضية المرتبات، وإنما يمكن الاستفادة من دعم الصندوق في رفع رواتب العاملات. وعلمت "الوطن" من مصادر خاصة أن مهن العمل عن بعد تدار عن طريق المنزل أو عن طريق الهاتف المحمول، دون أن يصاحب ذلك حضور أو انصراف للموظفة، وإنما سيقاس العمل عن طريق أداء مهامها الوظيفية تجاه العملاء. وبينت المصادر أن الشركات الخاصة هم أكثر المستفيدين من البرنامج لتوفير أماكن منعزلة للموظفات، حسب شروط وزارة العمل للتوظيف التي تلزم القطاع الخاص بتحديد مقرات خاصة وتوفيرها بدورات المياه. يذكر أن البرنامج كان يدرس من قبل الصندوق لإمكانية جدوى تطبيقه في المملكة بعد أن تم توظيف عدد من الفتيات في شركات تسويق وخاصة شركات التمويل العقاري، وكانت تلك المهن تعمل بصورة غير نظامية عن طريق العمولة المستقطعة من المبيعات الشهرية، دون أن يصاحب تلك المهن تسجيل في التأمينات الاجتماعية، وتأمين طبي، وعقود رسمية لحفظ حقوق الموظف. وكان صندوق الموارد البشرية قد دعم عددا من الدراسات التي تدعم مجال التوظيف عن بعد، وخاصة عن طريق باحثين ومختصين في الموارد البشرية، بعد أن برزت أهمية دراسة مدى إمكانية تطبيق خيارات العمل عن بعد في تشغيل النساء بالمملكة مع ارتفاع نسب البطالة بين هذه الفئة، وكذلك مع حدوث الكثير من المتغيرات في البيئة الاقتصادية داخل المملكة بهدف التوافق مع معطيات العولمة وانضمام المملكة لاتفاقية الجات، إضافة إلى معرفة تحليل سلوكيات ودوافع وحوافز عمل وتشغيل النساء في البيئة السعودية، والتعرف على توجهات كل من المرأة السعودية، والشركات الخاصة، والجهات ذات العلاقة تجاه تطبيق العمل عن بعد، وقياس مشكلات ومعوقات تطبيق العمل عن بعد. وبينت دراسة حديثة صادرة عن صندوق تنمية الموارد البشرية السعودي أن 28% من السعوديات يفضلن العمل عن بعد، وأن العمل يتلاءم مع طبيعة البيئة الاجتماعية بالسعودية، واعتبره 24% يساهم في تخفيف الضغوط التي تتعرض لها المرأة في العمل التقليدي. وأن تلك المهن تعمل على تقوية البنية الأساسية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والعمل على تغيير البيئة التشريعية والإدارية لملاءمة تطبيق مفهوم العمل عن بعد. وأشارت الدراسة إلى أن العمل عن بعد يعتبر أكثر المجالات الوظيفية للنساء في الدول المتحضرة وخاصة في الولاياتالمتحدة الأميركية، إذ وصلت الإحصائيات الأخيرة إلى أن 48 % من النساء العاملات يعملن في وظائف عن بعد.