يمتلك الكثير من الجيل الحالي رغبة قوية في تحقيق الثراء، وتأسيس تجارة ناجحة،ما يدفعهم الى التفكير بالاستغناء عن الوظيفة للبدء في مسيرته الكفاحية نحو عالم التجارة والاستقلال المادي . يشاهد ويتأثر هؤلاء الشباب بنماذج ناجحة لأشخاص تمكنوا من بناء ثرواتهم من خلال التجارة، ويستمعون إلى نصائحهم التي تبدو وكأنها وصفات سحرية لتحقيق النجاح والثراء السريع. ظهرت العديد من النماذج الناجحة على وسائل التواصل الاجتماعي يشارك أصحابها قصص نجاحهم ويُغرقون وسائل التواصل بنصائح لتحقيق الثراء. يدعي هؤلاء الأشخاص أن الطريق إلى النجاح بسيط وسهل، وكل ما على صاحب الطموح المتحمس فعله هو تطبيق النصائح والتوصيات المجانية التي يتحذلقون بها. لكن هل هذه الوعود واقعية أم أنها مجرد أحلام؟ الواقع يشير إلى أن العديد من الشباب الذين يرغبون في دخول عالم التجارة يفتقرون إلى المعرفة والخبرة اللازمة فالتجارة تتطلب فهمًا عميقًا للأسواق، المخاطر، والاستراتيجيات الفعّالة. بالإضافة إلى ذلك، يلجأ البعض إلى الحصول على رؤوس أموال عن طريق التمويل أو (السلف)، مما يزيد من المخاطر المالية والديون التي ستكون عبئًا كبيرًا إذا لم تنجح أفكارهم التجارية كما هو متوقع. الاعتماد المفرط على التوصيات الجاهزة يمكن أن يكون مضللًا. ليست كل توصية تجارية تناسب جميع المستثمرين، ويجب على الأفراد أن يدركوا قدراتهم وان يستعينوا بخبراء مختصين وعدم الاخذ بالنصائح الشمولية العابرة. رغم كل التحديات والمخاطر لا يزال الكثير من الشباب يتجهون إلى التجارة لأسباب متعددة منها تحقيق الاستقلال المالي والابتعاد عن الوظيفة على مبدأ ( أنت مدير نفسك ). مشاهدة قصص النجاح وتجاهل التجارب التي سرعان ما فشلت من أبرز ما يُطيح بالتاجر الصغير الذي استعان ب(كتالوج) تنظير رواد الأعمال في قنوات اليوتيوب أو ثريدات تويتر. يمكن القول أن الرغبة في تحقيق الثراء وتأسيس تجارة ناجحة هدف مشروع ولكن يجب التعامل معه بحذر وعقلانية. التوصيات يمكن أن تكون مفيدة، ولكنها ليست بديلاً عن المعرفة والخبرة الشخصية. الاستثمار يتطلب التخطيط، التعلم، والصبر. لذا، قبل أن يبدأ الشخص في الدخول الى عالم التجارة أن يكون مستعداً ومستوعباً للمخاطر المحتملة. الثراء ليس حلمًا مستحيلاً، ولكنه يتطلب العمل الجاد والتفكير العقلاني ربما يكون من الأفضل أن ينظر إلى الاستثمار كرحلة طويلة الأمد بدلاً من البحث عن الثراء عبر الاستثمار قصير الأجل.