قال الشيخ سليمان بن عبدالعزيز الراجحي رئيس مجلس إدارة مصرف الراجحي ورجل الأعمال المعروف ان جزءا كبيرا من ظاهرة الغلاء التي يعيشها المستهلكون في السوق المحلي تعد عالمية وليس السبب الرئيسي فيها التجار. وأضاف خلال محاضرة القاها بعنوان "سيرة ومسيرة" في جامعة الأمير سلطان أمس، "نمثل على ذلك بالذرة والصويا والقمح التي ارتفعت أسعارها على مستوى العالم ثلاثة أضعاف في فترة وجيزة ويجب على المواطنين تغيير عادات أكلهم والاقتصاد في غذائهم حتى تخف عليهم تكلفته". وأوضح الراجحي ان الاستثمار الأمثل والمضمون حالياً هو الاستثمار في مجال العقار الذي يعد قليل المخاطر في وقتنا الحاضر، منوهاً إلى أهمية تنويع الاستثمارات وعدم وضعها في سلة واحد تقل مخاطرها. وأكد ان أكبر الخسائر التي تعرض لها في حياته كانت خسارة الأسهم التي خسر فيها مليارات الريالات، ناصحاً المتداولين بالاستثمار في الأسهم ذات العوائد والأسهم المنتجة التي تعطي أرباحاً مع مرور الزمن. وتحدث الراجحي عن طريقة تعامله مع أبنائه في بيئة العمل، وقال: "أعامل أولادي بشكل نظامي، أطالبهم بدوام واصرف لهم رواتب ومن يتغيب يتم الخصم عليه". وفي رد على مداخلة لأحد الحضور طلب فيها من الراجحي اسقاط بعض القروض التي حصل عليها أفراد من مصرف الراجحي أو تخفيضها، قال: "تمويل الأفراد الذي يقدمه المصرف استثمار ولا أحد يرضى بالخسارة في استثماره، ولكن لماذا أخذت القروض، لأجل سياحة أخذتها أم لأجل شراء سيارة أو اقتناء منزل.. هل هي لحاجة ضرورية؟ المفترض ان الشخص لا يقترض إلاّ لأمر مهم، ولو كنت أنظر لمصلحتي الشخصية لنصحت الجميع بأن يأخذوا قروضا، ولكن أنصحهم بأن لا يقترضوا إلاّ لحاجة ملحة". وفيما يتعلق باستثماره في مشاريع الدواجن، ذكر الشيخ سليمان الراجحي ان مشروعه في الدواجن ينتج يومياً 600ألف دجاجة تساهم في تحقيق الأمن الغذائي للمملكة ويعمل فيه 8آلاف عامل. وتحدث الراجحي عن قصة منعه للمبيدات الحشرية في مشاريعه الزراعية، مبيناً معارضته لاستخدام المبيدات في الزراعة لقتل الحشرات الضارة على الرغم من تأكيد المقربين منه على فائدتها، وبعد ذلك اقتنعوا برأيه عند اكتشافهم ان الحشرة النافعة تأكل الضارة. وزاد "من يومها وإلى الآن لا نستخدم المبيدات ولا الأسمدة الكيماوية في مشاريعنا الزراعية، بل لدينا معهد لتربية الحشرات النافعة وتوليدها". وفيما يتعلق بمصرف الراجحي ذكر انه سعى لأن تتوافق تعاملاته البنكية مع الشريعة الإسلامية وكلفه ذلك البحث في التجارب المصرفية في الدول الخارجية، ومعرفة كيفية التعامل مع البنوك في الدول الأخرى، مؤكداً على نجاح تجربة البنك الذي التزم بالمصرف الإسلامية وأصبح يحقق أرباحاً جيدة مقارنة بالبنوك الأخرى. وقال انه لم يحصل على ريالاً واحداً من والده منذ بلغ التاسعة من عمره، وقد اشتغل حمالاً وطباخاً قبل ان يدخل عالم التجارة. وأشار الراجحي إلى ان الحكمة التي يتداولها العامة "اصرف مافي الجيب يأتيك مافي الغيب" ليست واقعية بدرجة كبيرة وليس من الأسلم العمل بها، بل من الأفضل للشخص ان يدير أمواله بشيء من الاقتصاد والصرف بتوازن. وأضاف "في أمريكا وأوروبا يستقطع الأشخاص جزءا من رواتبهم الشهرية ويدخرونها في نشاطات استثمارية سواء في الأوراق المالية أو غيرها، وذلك للاستفادة منها بعد تقاعدهم". ولفت الشيخ سليمان الراجحي إلى ان المملكة يوجد بها 6ملايين وافد أجنبي يقابلهم 400ألف عاطل سعودي، مطالباً الشباب بأن يرضوا بالعمل في أي قطاع وعدم التعفف من بعض الأعمال حتى يخففوا نسبة البطالة ونسبة الوافدين المتواجدين في السعودية. وفيما يتعلق بأسباب النجاح لرجال الأعمال، ذكر: "رجل الأعمال الناجح هو الذي يكون صادقاً مع الله ويكون مخلصاً في عمله ومنضبطاً فيه، وأنا عندما بدأت في مصرف الراجحي كنت أذهب للعمل بعد صلاة الفجر، وأقوم بتخليص معاملاتي في الصباح الباكر". وفي رد على بعض الشباب الذين يرون بأن الزمن الذي كان يعيش فيه الراجحي هو من تسبب في ثرائه، قال: "هل لو كنتم في زمن الراجحي رضيتم بالعمل حمالين وطباخين، التجارة تأتي بالعمل الصادق والمخلص لله وبالصبر وباعتقادي ان الوقت الحاضر يعد أفضل للتجارة من الوقت الذي عشته". وأكد الراجحي انه على الرغم من ثرائه إلاّ انه لا يقضي وقت فراغه في الملهيات بل بالعمل النافع والصالح، مضيفاً: "لا أقضي في متابعة الفضائيات والتنقل بالريموت من قناة إلى أخرى، حتى الصحف يقوم موظف لدي بقراءتها وقص المهم منهاوتقديمه لي". وتحدث الراجحي عن الكثير من قصصه في عالم التجارة والأعمال والتي تظهر عصاميته كما قدم نبذة عن بداية مشاريعه الاستثمارية والقصص التي واجهها في هذا الشأن ومن ذلك مشاريعه الزراعية الأخرى التي شملت الروبيان والأغنام. وفي نهاية المحاضرة كرم الدكتور أحمد بن صالح اليماني مدير جامعة الأمير سلطان الشيخ سليمان الراجحي بدرع تذكاري.