تسببت رغبة مستثمرين في إنشاء مراكز رياضية وملاعب لمزاولة كرة القدم في نشوب أزمة خلال الأشهر الماضية بين رعاية الشباب ممثلة في مكتب المنطقة الشرقية وأمانة المنطقة الشرقية، حيث ترفض الأخيرة منح تراخيص للمراكز والملاعب الرياضية بالمنطقة واضعة شروطاً وصفها بعض المستثمرين بالتعجيزية. وخلفت هذه الأزمة أكثر من 22 ملعباً مخالفاً للأنظمة تديرها عمالة آسيوية غير نظامية، إضافة إلى عدم الوجود الرسمي لأي جهة حكومية لمراقبة هذه الملاعب والأنشطة التي تزاول فيها. تعنت الأمانة "الوطن" استطلعت رأي طرفي الأزمة بحثاً عن الحقيقة، حيث أكد رئيس قسم الصالات والمراكز الرياضية في مكتب الشرقية عبدالله آل حسين، أن الرئاسة العامة لا تمانع في إقامة المراكز الرياضية المختصة بكرة القدم والهادفة إلى خدمة الشباب وقضاء أوقات فراغهم، كاشفاً أن بلديات المنطقة الشرقية هي من يرفض الموافقة بحجة أنها تحتاج إلى آلية جديدة، مبيناً استغرابهم في رعاية الشباب من رفض أمانة المنطقة الشرقية إقامة هذه المشاريع التي تخدم الشباب، ويزداد استغرابهم بردود بلديات المنطقة التي تتبع للأمانة، ومنها على سبيل المثال رد بلدية سيهات رقم 493/433 بتاريخ 20/2/1433ه الذي يفيد بأنهم بعد مخاطبتهم للجهة المختصة بالأمانة برقم 1629/ت وتاريخ 9/2/1433ه ، بأن مثل هذه النشاطات مقتصرة على الصالات المغلقة ويمكن إقامتها كجزء من المركز الرياضي المتكامل، وكذلك رد بلدية غرب الدمام؛ حيث ردت بخطاب رقم 1318/غ وبتاريخ 16/5/1433ه ، بأن مثل هذه النشاطات يقتصر إقامتها ضمن الاستخدامات التجارية، وأضاف آل حسين "خاطبنا بلدية الخبر ولكنها لم ترد على خطابنا"، مختتماً "هذا التعنت من قبل بلديات المنطقة الشرقية نتج عنه أكثر من 22 ملعباً مخالفاً للأنظمة وعشرات من العمالة المخالفة التي تدير العمل به، ما يعني أن هذه الملاعب تعمل دون أن تكون تحت رقابة أي جهة حكومية". نقطة الخلاف من جانبه أكد مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بالإنابة في أمانة المنطقة الشرقية محمود الرتوعي أن نقطة الخلاف بين الجهتين الحكوميتين تكمن في أن وزارة الشؤون البلدية والقروية لديها عدة اشتراطات لإنشاء المراكز الرياضية والملاعب المخصصة لمزاولة كرة القدم، مشيراً إلى أنها متوافقة مع تعليمات الوزارة، مبيناً أن "التنظيم الجديد لهذه المراكز سيصدر خلال أسابيع، موضحاً كل التفاصيل والضوابط واللائحة الجديدة التي سيعمل بها"، مضيفاً أن "التراخيص والموافقات والاشتراطات ستكون بعد أسابيع بين يدي من يريد إنشاء هذه المراكز الرياضية، ويجب الانتظار قليلاً حتى تتم كافة الأمور بشكل نظامي وحسب لائحة موحدة لمثل هذه المراكز". اشتراطات محصورة واعتبر مدير الصالات والمراكز بالرئاسة العامة لرعاية الشباب عبدالله الزامل أن "ما ذكرته الأمانة أمر محير، ولا أعرف كيف يقول مسؤولو الأمانة إن هناك اشتراطات ستطبقها الوزارة، ولماذا هذه الاشتراطات محصورة على المنطقة الشرقية فقط وليس على كل أمانات مناطق المملكة الأخرى"، موضحاً أن "الجهة المسؤولة عن تراخيص المراكز الرياضية هي رعاية الشباب، ودور الأمانة يتمثل في الموافقة على الموقع فقط، وللأسف في أمانة الشرقية يخلطون بين متطلبات إنشاء الأندية وبين الملاعب الخاصة التي تنشأ في بعض الأحياء"، مضيفاً "نقوم في الرئاسة بمخاطبة البلديات الفرعية التي يوجد لديها المركز الذي يراد إنشاؤه لأخذ رأيهم من ناحية الموقع، وبعد ورود الموافقة من البلديات يتم استكمال إجراءات الترخيص وفق اشتراطات الرئاسة، وبعد إصدار التراخيص من قبل الرئاسة تقوم البلدية بإصدار تراخيص التشغيل لها". وشدد الزامل على أن رعاية الشباب لا تسمح بإنشاء أي مركز رياضي أو ملعب كرة قدم خاص إلا بعد موافقة الدفاع المدني، وكذلك اتحاد اللعبة الذي يوافق على المواصفات ومقاييس الملاعب، ثم تقوم رعاية الشباب بإعطاء الترخيص، كاشفاً أن "المشكلة في المنطقة الشرقية قديمة وتحديداً منذ قرابة 10 سنوات بين رعاية الشباب وتحديداً بلدية الخبر ولا نعرف لماذا، رغم أن الهدف هو خدمة شباب البلد للاستفادة من وقت فراغهم تحت رقابة وإشراف رعاية الشباب"، ومختتماً "للأسف الملاعب التي تنشئها الأمانة في الأحياء تكون عكس مواصفات الأمن والسلامة والمواصفات التي تطلبها من المستثمرين الذين يأتونها من قبل رعاية الشباب".