تحولت إشارات المرور في أحياء مدينة الرياض إلى أسواق تمارس بها العمالة السائبة عمليات البيع، من خلال عرضهم على المارة بضائعهم في منظر غير حضاري ومخالفة صريحة منهم لنظام العمل. ورصدت "الوطن" العمالة السائبة في الإشارات الضوئية في أغلب أحياء العاصمة الرياض، فالكل منهم منهمك في عمله لبيع منتجه، وما أن تضيء الإشارة باللون الأحمر حتى تراهم يعرضون منتجاتهم، فتجد من يعرض المياه وآخر يعرض الورد وثالث يعرض "الشمسيات"، دون أن يخشوا الجهات المعنية في ارتكابهم لتلك المخالفات. واستوقفت "الوطن" أحد ممارسي بيع الورد في إشارات المرور الذي رفض التحدث إليها دون معرفته من الذي استوقفه ليطلق صرخات لانتباه الباعة المتجولين في نفس الموقع للفرار تخوفاً من القبض عليهم. وفي موقع آخر من جولة "الوطن" الميدانية تم إيقاف "محمد" أحد الباعة من الجنسية اليمنية لم يتجاوز العشرين عاماً للتحدث إلينا مشترطاً بأن لا تظهر صورته، وهو متخصص في بيع الورد، ويقول إن الإقبال على شراء الورود عند الإشارات لا يشهد طلباً كبيراً، مضيفاً أنه يشتري الورود من محل معين بسعر مخفض ويبيع الوردة الواحدة بعشر ريالات، منوها إلى أنه غير قادر على العمل في المحلات بسبب إقامته المنتهية الصلاحية. كما رصدت "الوطن " آراء بعض المواطنين عن ظاهرة الباعة المتجولين في شوارع العاصمة الرياض، حيث اتفق الجميع بأن المشهد يشير إلى منظر غير حضاري وضعف الجهات الرقابية للإطاحة بالعمالة السائبة. من جانبه، يؤكد حماد فارس "من سكان شمال الرياض" أن الباعة المتجولين في شوارع الرياض أصبحوا ظاهرة منتشرة في جميع أحياء العاصمة، مشيراً إلى أن هذه الظاهرة تعتبر من المناظر غير الحضارية، وذلك لعدة اعتبارات، منها أن الرياض عاصمة المملكة ويقصدها الناس من مختلف بلدان العالم، والأخرى أن بعضهم يتسبب بمروره المتكرر في حوادث، مطالباً في الوقت نفسه الجهات المعنية بمراقبة مثل هؤلاء البائعين. أما تركي عبدالعزيز "من سكان حي المروج" فأشار إلى أن هذه الظاهرة تعتبر مهنة ومصدر رزق للعمالة السائبة بعد وصولهم إلى المملكة وتخلي الكفلاء عنهم، أو أنهم هاربون من الكفلاء للعمل لحسابهم الخاص، مضيفاً أنه يتعامل معهم من جانب إنساني إذ غنه يشتري ما يبيعون حتى وإن كان لا يحتاجه. أما أحمد يونس "من سكان حي الملز" فيختلف مع تركي بأن من يحتاج الورد أو المياه أو الستائر أو أي مما يبيعون يذهب إلى المحل المختص، متسائلاً في الوقت نفسه على المهنة التي يأي بها هؤلاء العمالة إلى المملكة، لعددهم الكبير، فما أن تقف عند إشارة في أي مكان في الرياض حتى تجد من يقف عند الإشارة ويبيع ما يبيع.