سألْت القلب حين بكى وتابا .. وأشرعتي تهم بي اغترابا وذكرى الأمس تحفزني لعوْدٍ .. فتغريني وتسألني الإيابا تُراك جَفوْت حبا جاء غِبّا .. يساورك الملامة والعتابا فجار عليكما ثأرٌ قديمٌ .. وصار العهد بينكما اجتنابا سمعْت نحيب قلبي في ضلوعي .. يحاورني فلم أحر الجوابا وما عهدي بقلبي وهو يبكي .. وقد قطف المنى دوما غلابا وكان الحُسْن يغريه فيصبو .. ويحسو الشهد من فمه رُضابا تلظى في الغرام وما تخلى .. ومزقه العذاب فما أنابا وليل العاشقين سُلاف وهْمٍ .. فلا تبقي على عقلٍ لبابا وحين يجيء صبحهم نذيرا .. يذوب الليل أشتاتا سرابا وبي شوق تمرّد في الحنايا .. وعاصفة تقلبني اضطرابا وما هو بالغرام يذيب قلبي .. ولا خَوْدًا عشِقْت ولا كعابا ولكني، وذنبي قد دهاني .. أهيم بعثرتي أرجو المآبا وهل لي غير باب الله بابٌ.. لأطرقه، فيفتحه متابا يبشرنا رسول الله عفوا .. لمن نقى سريرته وتابا وعلمنا بأن الخير يربو .. وأن الله قد وعد الثوابا بمولده عرفنا الدين هديا .. وأن الذنب يورثنا الحجابا وأرشدنا لتوحيدٍ وصدق.. وكان الدين أوثانا كِذابا وكبّر عند بيت الله صوتٌ .. بأن الشرك قد ولى وغابا وأن محمدا صدقت رؤاه .. ففرّ الجهل منهزما مصابا وقد ضاءت بمولده الدياجي .. وعمّ البِشر مكة والشعابا ونادى في الزمان بشير حقٍ .. بأن الله قد ختم الكتابا وبلّغنا الرسالة وهي وحيٌ .. وأطلقها ولم يخش الصعابا وقد باهى على الدنيا حراءٌ .. وحقّ له، وقد شهد العجابا وضاء الغار بالأنوار تترى .. وفاح الكون أطيابا فطابا فجبريلٌ تنزل بالمثاني .. وبالقرآن يبتدع الصوابا وكان الكون صحراءً يبابا .. فجاء محمدٌ يحيي اليبابا وكان الكون ديجورا وظُلما .. فعمم أحمدُ العدل المُهابا وهل خلق الإله مثيل طه .. وأكرمه وأعلاه اقترابا فإسراءٌ ومعراجٌ وكشفٌ .. وأدناه إليه فكان قابا أليس محمدٌ خير البرايا .. وأزكاهم وأفصحهم خطابا فمن كمحمدٍ ركب المطايا .. ومن كمحمدٍ وطئ الترابا وكان الجودَ في زمن جديبٍ .. وكان الغيث والبحر العبابا وكان منزها عن كل نقص ٍ .. وكان الشمس لا تبقي ضبابا وكان حديثه للخلق وحيا .. وكان بيانه صفوا مُذابا وكان بشيره بالخير يتلو .. وكان نذيره يدمي الحرابا وكم لمحمدٍ مننٌ علينا .. يطوّق حين يسديها الرقابا ألم يعْط الشفاعة دون رُسْل .. وإنْ طلِبت شفاعته أجابا فمن كمحمدٍ كرما وبذلا .. وأندى الخلق إنعاما مجابا رسولَ الله أثقلني عذابي .. وهل كالذنب يجتلب العَذابا شربْت الحزن كأسا بعد كأسٍ .. وأترعني الهوى في الشهد صابا أتيتُ لوجهك الوضاح أمحو .. ظلاما عاث في نفسي خرابا ولي أملٌ، فبابك بحر فضلٍ .. وإني قاصدٌ هذا الجنابا فمنك الجود نأخذه ونعطي .. ومنك المُزن تغدقه شرابا ومنك الفتح نطلبه ونرجو .. ونطرق دونه بابا فبابا وفضل الله من طه علينا .. بلا عددٍ ولا يُحصى حسابا *وزير الثقافة والإعلام