أي عشق وأي شوق جارف تمرد في حنايا نفس شاعرنا وأية عاصفة هزت أركانه؟ أهو من تأثير الغرام والصبايا الحسان؟ أم أسمى من ذلك وأجلَّ؟. إنها رحلة القلق والعشق إلى الحب الكبير.. حب نبينا الكريم ومجاهدة النفوس الكبيرة المؤمنة للارتقاء إلى عوالم الطمأنينة.. من باب الهوى يحلق بنا شاعرنا في فضاء الرسالة الخالدة.. في غار حراء وشعاب مكةالمكرمة والمسجد الحرام والإسراء والمعراج ولسان حاله يقول: أتيت لدربكَ الوضاءِ أمحو ظلاماً عاثَ في نفسي خرابا سألت القلب حين ثوى وتابا واشرعتي تحفزني غضابا وأفق الامس يغريني بعودٍ وبي نفسٌ تسائلني الإيابا أبينك والهوى ثأرٌ دفينٌ فلا تبغي رجوعاً أو عتابا وناداني نحيبٌ في ضلوعي يحاورني فلم أحرِ الجوابا وما عهدي بقلبي وهو يبكي وقد قطف المنى دوما غلابا وكان الحسن يغريه فيصبو ويحسو الشهدَ من فمه رُضابا تلظى في الغرام وما تولى وقّلبه العذابُ فما انابا وليلُ العاشقين سلاف وهمٍ فلا تُبقي على عقلٍ لُبابا وحين يجيء صبحهمُ نذيراً يذوب الليل اشتاتاً سرابا وبي شوقٌ تمرد في الحنايا وعاصفةٌ تقلبني اضطرابا وما هو بالغرام يذيب قلبي ولا حسناً عشقت ولا كعابا ولكني ..وذنبي قد دهاني اهيم بعثرتي أرجو المآبا وهل لي غيرُ بابِ الله بابٌ لأطرقه فيفتحه متابا وبشرنا رسول الله عفواً لمن نقى سريرته وتابا وعلمنا بأن الخير يربو .. وان الله قد وعد الثوابا بمولده عرفنا الدين هديا وان الذنب يورثنا الحجابا وارشدنا لتوحيد وصدق وكان الدين اوثاناً كذابا وهلل عند بيتِ الله صوتٌ بأن الشرك قد ولى وغابا وان محمدا هلت رؤاه ففر الجهل مهزوماً مصابا وقد ضاءت بمولده الدياجي وعمّ البشرُ مكةَ والشعابا ونادى في الزمان بشيرُ حقٍ بأن الله قد ختم الكتابا وعلمنا الرسالة وهي وحيٌ وبلغها ولم يخشَ الصعابا وقد باهى على الدنيا حراءٌ وحُقّ له فقد شهد العجابا وضج الغار أنواراً ومسكاً وفاح الكونُ اطياباً فطابا فجبريل تنزل بالمثاني وبالقرآن أحكمه الصوابا وكان الكون صحراء وقفراً فجاء محمد يحيي اليبابا وكان الكون ديجوراً وظلماً فجاء محمد عدلاً مهابا وهل خلق الإله كمثل طه وأكرمه وأعلاه اقترابا فإسراء ومعراجٌ وكشفٌ وأدناه الإله فكان قابا أليس محمدٌ خير البرايا وأزكاهم و أفصحهم خطابا رسول الله أثقلني عذابي وهل كالذنب يفرينا عذابا شربتُ الحزنَ كأساً بعد كأس وأترعَني الهَوى زيفاً شرابا أتيتُ لدربكَ الوضاء أمحو ظلاماً عاثَ في نفسي خرابا ولي أمل، فبابُك بحرُ فضلٍ وإني قاصد هذا الجنابا فمنكَ الجودُ نأخذهُ ونعطي ومنك المُزنُ تسقينا عِذابا ومنك الفتحُ نطلبهُ ونرجو ونطرقُ دونه باباً فبابا صلاةُ الله نُهديها لطه وكل صلاتنا تُرجى احتسابا وفضلُ الله من طه علينا بلا عدد ولا يُحصى حسابا فليس كمثله ركب المطايا وليس كمثله وطِأ الترابا فكان الجودَ في زمنٍ جديبٍ وكان الغيثَ والبحرَ العُبابا وكان منزّهاً عن كل نقصٍ وكان الشمسَ لا تُبقي ضبابا وكان حديثه للخلق وحياً وكان بيانه صفواً مُذابا وكان بشيره بالخير يتلو وكان نذيره يدمي الحرابا وكم لمحمدٍ مننٍ علينا فأسداها وطوّقها الرقابا ألم يُعط الشفاعة دون رسلٍ و إن سُئلت شفاعتُه أجابا ومن كمحمدٍ كرماً وبذلاً وأندى الخلق انعاماً مُجابا