تعتمد تقنية الاتصالات اللاسلكية على استخدام الترددات أو ما يعرف بالطيف الترددي، وهي تقنية تواجه ازدياداً في عدد المشتركين، وزيادة في الطلب على خدمات الإنترنت، في ظل تطور التقنيات الهندسية وصعوبة الحصول على مزيد من الترددات ضمن نطاقات الطيف الترددي. "الوطن" التقت بالأستاذ في جامعة سذرن ميثودست الأميركية البروفيسور ستيفن شقندا الذي أشرف على رسالة الدكتوراه للطالب المبتعث الدكتور زيدان العنزي؛ التي تطرق فيها إلى تقنية جديدة يقول عنها البروفيسور ستيفن إنها ستغير طريقة التعامل مع الطيف الترددي جذريا، وفيما يلي تفاصيل الحوار الذي شارك فيه الدكتور العنزي: ما هو الطيف الإدراكي وتقنية المساحات البيضاء؟ لقد كنت أعلم أنني سوف أسأل سؤالا كهذا وحاولت أن أجد طريقة للإجابة بعيدة عن التفصيل العلمي. تخيل لو أن مبنى كبيرا له أبواب كثيرة ويوجد أناس كثيرون يحاولون الدخول إلى هذا المبنى لكنهم لا يستطيعون إلا من خلال باب واحد فقط يصطفون أمامه. على مستوى الترددات فإن الطيف الإدراكي هو المفتاح الذي يفتح تلك الأبواب للسماح بعدد أكبر ومرور أسرع للناس. ويتحدث الدكتور زيدان العنزي قائلاً إن تقنية المساحات البيضاء هي أحد تطبيقات الطيف الإدراكي التي سمحت بها هيئة الاتصالات الأميركية وبدون رسوم ورخصة استخدام لهذه الترددات فاتحة الباب أمام تدرج مدروس في فتح الترددات، لاستيعاب الأعداد الهائلة من مستخدمي الاتصالات اللاسلكية، والسماح بالتدرج من شبكات مقننة بطريقة جامدة إلى أفق الطيف الإدراكي والترددات المتعاونة وزيادة كفاءة استخدام هذه الترددات. ما هي أهمية البحث الذي قام به الدكتور زيدان بخصوص استخدام الطيف الإدراكي؟ أهمية البحث تكمن في أنه يناقش هذا الموضوع بالتحديد ويشرح مشكلة وطريقة معالجة التقنين المرتبطة بالترددات الإدراكية. كما تعلم هناك الكثير من الأبحاث التي تتطرق إلى الجانب النظري والعلمي فقط، وهي مشاكل تتعلق بالبرمجة واستحداث شرائح إلكترونية لحل مشكلة الطيف الإدراكي بالإضافة إلى معادلات وحلول حسابية معقدة. البحث الذي قام به الدكتور زيدان العنزي يفترض أن هذا الأمر قد فرغ من حله، وأن القدرة اليوم على الاتصال عبر الطيف الإدراكي ستتطور. ويعلق الدكتور زيدان قائلا: كثيرون يظنون أن هذه التقنية تهدد عمل شركات الاتصالات القائمة وهذا غير صحيح بل هي تساعدهم بالبقاء في المنافسة وحل مشاكل الاختناقات الموجودة لديهم. التقنيات تتعايش على اختلافها وهنا يكمن دور المعرفة في كيفية رسم خارطة طريق لهذه التقنية في دعم العمل الحالي وتوسيع شريحة المشتركين. ماهي الفوائد التي يمكن أن تقدمها هذه التقنية للمستهلك؟ الفوائد هي تقديم اتصال حر بتكلفة أقل وسرعة أكبر، الكل يعتقد أننا في حالة جفاف للطيف الترددي وهذا غير صحيح. طريقة الاستخدام هي التي أدت إلى وجود حالة من الاختناق في استخدام الطيف الترددي. هذه التقنية تقدم الحل وبتكلفة أقل، وكما تعلم كلما زاد الطلب وزادت السعة كلما انخفضت الأسعار في الأسواق الحرة. ويضيف الدكتور زيدان العنزي قائلا تخيل تقنية الواي فاي ولكن على مسافات أبعد ومساحات أكبر وبسرعة أعلى وجودة أفضل لأن المساحات البيضاء يمكنها تجاوز المباني والأماكن التي لا يمكن لتقنية الواي فاي والجوال أحيانا الوصول إليها. تقنية الواي فاي لا تتجاوز الأمتار القليلة بينما المساحات البيضاء تصل إلى أكثر من خمسين كيلو مترا، ويمكن استخدامها بالأماكن العامة والنائية التي لا تصلها شبكة الجوال. ومن أكثر المستفيدين أيضا الوزارات والمؤسسات العامة والتجارية التي تحتاج إلى شبكات تقدم خدمات الإنترنت بجودة عالية وتكلفة أقل. ماهي العقبات المؤثرة في مستقبل هذه التقنية؟ هناك عقبات تقنية ولكن يمكن أن تحل. العقبات الحقيقية تكمن في التنظيمات وإدارة الشبكات التي يمكن أن تستخدم هذه التقنية، وأيضا خلق نظام اقتصادي ليس على مستوى المستهلك بل على مستوى قطاع الأعمال، تماما كما غيرت الإنترنت التواصل ليشمل التجارة والتسويق والدعاية والإعلان. البروفيسور شقندا يقول مازحا ما الذي تبحث عنه أولا عندما تأتي إلى ستاربكس؟ الواي فاي وليس القهوة. لقد كنت في مختبرات (Bell Labs) وشاركت في الأبحاث المتعلقة بالهاتف ورأيت التطور من هاتف يحجز الخط كاملا إلى هواتف تتشارك كلها على نفس الخط إلى أن أصبحنا نستخدم الإنترنت. الفرصة كبيرة أمام تقنية الطيف الإدراكي وفرص استغلال هذه التقنية كبيرة ومربحة في نفس الوقت. البحث تطرق لهذا الأمر وسلط الضوء على أهمية وضع ضوابط تقنية وعالمية لخدمة الاتصالات باستخدام الطيف الإدراكي، ويضيف الدكتور زيدان قائلاً "العامل الزمني مهم وكما سمح لهذه التقنية بأميركا، فهناك دول أخرى ستخطو على نفس الطريق لتوفر اتصالا حرا سريعا أكثر جودة وأقل تكلفة وعلى مدى أوسع.