في خطاب تنصيبه، ذكر الرئيس التايواني الجديد لاي تشينغ تي أنه يريد السلام مع الصين، وحثها على وقف تهديداتها العسكرية وترهيبها للجزيرة، التي تدعي بكين أنها تابعة لها. وقال لاي بعد أداء اليمين الدستورية: «آمل أن تواجه الصين حقيقة وجود تايوان، وتحترم خيارات شعب تايوان، وتختار بحسن نية الحوار بدلا من المواجهة». وتعهد ب«عدم الاستسلام أو استفزاز بكين»، مضيفا أنه يسعى لتحقيق السلام في العلاقات مع الصين. لكنه أكد أن ديمقراطية الجزيرة عازمة الدفاع عن نفسها «في مواجهة التهديدات، ومحاولات التسلل العديدة من الصين». ولا يسعى حزب لاي، الحزب الديمقراطي التقدمي، إلى الاستقلال عن الصين، ولكنه يؤكد أن تايوان هي بالفعل دولة ذات سيادة. وانتقد المكتب الصيني المسؤول عن شؤون تايوان خطاب تنصيب لاي، ووصفه بأنه يروج ل«مغالطة النزعة الانفصالية»، والتحريض على المواجهة، والاعتماد على القوات الأجنبية في السعي إلى الاستقلال. أنشطة انفصالية وقال تشن بينهوا، المتحدث باسم مكتب شؤون تايوان بمجلس الدولة الصيني: «لن نتسامح أو نتغاضى أبدا عن أي شكل من أشكال الأنشطة الانفصالية المطالبة باستقلال تايوان». وأضاف: «مهما تغير الوضع في الجزيرة، وبغض النظر عمن يتولى السلطة، فإن ذلك لا يمكن أن يغير حقيقة أن جانبي مضيق تايوان ينتميان إلى صين واحدة، ولا يمكن أن يوقف الاتجاه التاريخي لإعادة توحيد الوطن الأم في نهاية المطاف». فرض العقوبات أعلنت وزارة التجارة الصينية فرض عقوبات على شركة «بوينغ» وشركتين دفاعيتين أخريين بسبب مبيعات الأسلحة لتايوان. وقد تولى لاي (64 عامًا) المسؤولية خلفًا لتساي إنج وين، التي قادت تايوان خلال ثماني سنوات من التنمية الاقتصادية والاجتماعية على الرغم من جائحة كوفيد-19، والتهديدات العسكرية المتصاعدة للصين، إذ تعد بكينتايوان مقاطعة متمردة، وتصعد تهديداتها بضمها بالقوة إذا لزم الأمر. ويُنظر إلى لاي على أنه يرث سياسات تساي التقدمية، بما في ذلك الرعاية الصحية الشاملة، ودعم التعليم العالي والأقليات. شبكة الأمن وفي خطاب تنصيبه، تعهد بتعزيز شبكة الأمان الاجتماعي في تايوان، ومساعدة الجزيرة على التقدم في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة الخضراء. وبدا لاي، الذي كان نائبا للرئيس خلال فترة ولاية تساي الثانية، أكثر إثارة للجدل في وقت سابق من حياته المهنية. ففي 2017، وصف نفسه بأنه «عامل عملي من أجل استقلال تايوان»، مما أثار توبيخ بكين. وقد خفف منذ ذلك الحين من موقفه، ويدعم الآن الحفاظ على الوضع الراهن عبر مضيق تايوان، وإمكانية إجراء محادثات مع بكين. وتعهد لاي، المعروف أيضًا باسمه الإنجليزي «ويليام»، بمواصلة مساعي سلفه للحفاظ على الاستقرار مع الصين. علاقات مشتركة وهنأ وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، لاي على تنصيبه. وقال في بيان صادر عن مكتبه: «إننا نتطلع إلى العمل مع الرئيس لاي، وعبر الطيف السياسي في تايوان، لتعزيز مصالحنا وقيمنا المشتركة، وتعميق علاقتنا غير الرسمية الطويلة الأمد، والحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان». ولا تعترف الولاياتالمتحدة رسميا بتايوان كدولة، ولكنها ملزمة من قوانينها الخاصة بتزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن نفسها. وقال داني راسل، نائب رئيس معهد سياسات المجتمع الآسيوي، إن لهجة لاي التصالحية نسبيا ستبدو مطمئنة للحكومات الأجنبية التي ربما كانت قلقة بشأن سمعته السابقة كمثير للجدل.