في عالم الصحافة أنواع من الكتابة، منها الكتابة التي تلامس الشأن السياسي المعروفة بكتابة(الرأي)، والكتابة في الشأن الإجتماعي والرياضي والإقتصادي، (والكتابة الساخرة) وهذا النوع الأخير من الكتابة ماسنسلط الضوء عليه في هذا المقام . الكتابة الساخرة الشيّقة هي تلك التي تسطّر باسلوب ساخر ناقد هادف بناء، لمعالجة الظواهر الإجتماعية السلبية، أوالإخفاقات والتقصير، بروح جميلة من الطرافة واللطافة الرفيعة التي تُصَمم للمتلقي جمال الإبتسامة والبهجة، وتختصر المسافات لمعالجة الخلل أو تلك السلبيات والإخفاقات عن قناعة، بعيداً عن التجريح والتأويل والتهويل،أوالمبالغة في الإطناب الممل، كيف لا ؟ وقد قال خطيب العرب أكثم بن صيفي ( البلاغة في الإيجاز ). الكتابة الساخرة فن لايتقنه إلاّ الراسخون في نصوص اللغة العربية وآدابها، وإجادة تناول سياق السرد الحكائي والقصصي لرواية وليدة، موقف أو حالة عامة، وحياكة شئ من الكوميديا لشد الإنتباه لمضمون الطرح بمايضفي عليه جمالا يجعل منه طرحا ساخرا فاخرا للآخر . ابداع الكاتب الساخر لطالما جعل القارئ يعيش مرح المتعة بشغف واعجاب حتى القهقهة، وكأنه يتابع مسلسلا كوميديا أو مسرحية كوميدية . قد نرى تلاشئ أو اختفاء هذا الجمال من الإبداع ، ففي صحيفة الشرق الأوسط أشار الكاتب السعودي حمد الماجد إلى مثل ذلك في مقال جميل بعنوان (الكتابة الساخرة المهددة بالإنقراض). ودون الدخول في تفاصيل المقال ، لدينا من أقلام الكتابة الساخرة العديد من القامات العملاقة - على سبيل المثال لا الحصر - الكاتب السعودي القدير والساخر اللّاذع مشعل بن محمد السديري ، والكاتبة السعودية ريهام زامكة وهي من أبرز الأقلام النسائية اللّامعة بكتاباتها الثرية الساخرة ، والكاتب السعودي الدكتور أحمد عبدالرحمن العرفج، وغيرهم العديد من اقلام وطنية ذهبية رشيقة لاتتسع المساحة للإحاطة بهم جميعاً وبعطائهم المتميز دائماً .