رفعت زيادة وتيرة الاشتباكات في معركة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، من مواجهه نحو مليون مدني محصورين داخلها مصيرا مجهولا لعدم استطاعتهم مغادرة المدينة إلى المناطق الآمنة، في ظل صعوبة الحصول على الغذاء بسبب غلق الطرق ومنع شاحنات المواد الغذائية من دخول المدينة. وتمضي من سيئ إلى أسوأ بسبب القتال العنيف بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع». وشهد القتال استخدام المدفعية الثقيلة، وهو ما يفتح الباب على سيناريوهات سيئة على كل الاحتمالات. أسلحة ثقيلة وأعربت مسؤولة في الأممالمتحدة، عن قلقها بشأن استخدام أسلحة ثقيلة في القتال الدائر بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. وقالت كليمنتين نكويتا سلامي، منسقة الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، إن مدنيين أصيبوا بجروح نقلوا على إثرها إلى مستشفى الفاشر بينما وجد مدنيون آخرون أنفسهم عالقين وسط معارك عنيفة، بينما كانوا يحاولون الفرار من المدينة الواقعة في إقليم دارفور. وأضافت أن «استخدام أسلحة ثقيلة وشن هجمات في المناطق المكتظة بالسكان في وسط الفاشر ومحيطها يتسببان في سقوط كثير من الضحايا»، ودعت جميع الأطراف إلى تجنيب المدينة القتال. وأشارت إلى أن أعمال العنف هذه «تهدّد حياة أكثر من 800 ألف شخص يعيشون في المدينة». اشتباكات مستمرة وأفادت مصادر عسكرية وطبية لإحدى المواقع الإخبارية بأن الاشتباكات المستمرة منذ الجمعة وحتى الأحد، تسببت في مقتل وإصابة العشرات من المواطنين الأبرياء. وطبقا للمصادر فإن مستشفى الفاشر يواجه ضغطا كبيرا بسبب وصول أعداد كبيرة من المصابين، في ظل نقص الدواء والكوادر الطبية. و أن «المدينة تعيش معاناة حقيقية بسبب انقطاع المياه والكهرباء». وبدورها، قالت منظمة «أطباء بلا حدود»، إن «المستشفى الجنوبي الذي تُشرف عليه في الفاشر استقبل، يوم الجمعة الماضي، 160 مصابا، بينهم 31 امرأة و19 طفلاً، نتيجة الاقتتال العنيف».وأضافت المنظمة أن المرضى مستمرون في التوافد بحالات حرجة وبحاجة ماسة للعلاج. من ناحية أخرى، قالت «تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر»، التي تضم نشطاء في بيان، إن اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدم السريع اندلعت شرقي مدينة الفاشر، ما أدى إلى سقوط قذائف المدفعية الثقيلة بشكل عشوائي على منازل المواطنين، ووقوع إصابات في صفوف المدنيين، نقل بعضهم إلى المستشفى. تبادل الاتهامات ومع تصاعد وتيرة العنف في الفاشر، أعلنت قوات الدعم السريع في بيان، صد هجوم من قوات الجيش السوداني، والحركات المسلحة المتحالفة معه على الفاشر. وأضاف البيان أن قوات الجيش تسللت إلى مواقع ارتكازات الدعم السريع وهاجمتها عبر ثلاثة محاور، ما أدى إلى وقوع إصابات وسط المدنيين في الأحياء السكنية ومعسكرات النازحين وفرار الآلاف إلى خارج المدينة. وبحسب البيان فقد أعلنت قوات الدعم السريع أنها صدت 22 هجوما خلال الأيام الماضي، شنتها قوات الجيش والمليشيات المتحالفة معها. بدوره، قال الجيش السوداني في بيان إن قوات «الدعم السريع» شنت هجوما غادرا على مواقع قواته شرق المدنية، وتخريب محطة الكهرباء وقصف الأحياء المتاخمة لمنطقة الهجوم بقذائف المدفعية ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين. وأكد الجيش المضي بقوة في الدفاع عن كل شبر ومرفق ومواطن في البلاد من منطلق مسؤوليته الدستورية والوطنية في حماية الأرض والعرض. منذ منتصف أبريل 2023: يخوض الجيش السوداني و»الدعم السريع» حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة. دمرت الحرب سبل عيش ملايين السودانيين، وخاصة العاملين في قطاع الزراعة والرعي الذي يعمل فيه 80% من القوى العاملة في البلاد. فاقمت الحرب من حدة الأزمة الإنسانية في إقليم دارفور، خاصة في مخيمات النازحين. خلفت الحرب الدائرة في السودان أكبر أزمة إنسانية على المستوى الدولي