لاحظت مؤخراً إما على صعيد الأفراد أو على صعيد المؤسسات تجد من يبحث عن أي تصرف من الآخر ليفسّره أنه ضعف أو فشل، وهذا الأمر يدل على نقص صاحبه، يرى شيئاً جميلاً وملفتاً للانتباه ومختلفاً؛ يدقق بشكل مهووس في أي صفة أو تصرف، قد يكون له تفسير مشين حتى يهدأ انبهاره. لا يحتمل أن يرى أمراً جميلاً، لأنه ناقص ومعيوب، ولن يقبل أن يكون هناك من هو أفضل منه. تغيير المنهجية أو التوقف قليلاً للمراجعة ليس تراجعاً أو فشلاً، إعادة النظر دليل حرص كبير، حتى وإن كنت تسير بالشكل الصحيح، من الطبيعي أن تتوقف قليلاً لتراجع أداءك، وأيضاً هنا أتكلم على مستوى الأفراد ومستوى المؤسسات. فلان اختفى؛ بالتأكيد أنه يخسر الآن! المشروع الفلاني أعاد هيكلة ميزانيته أو مخرجاته، بالتأكيد فشلوا في خطوات تطبيقهم! كيف تعمل عقول هؤلاء؟ وأي منطق ينتهجونه؟ لا تفسير لتحليلاتهم هذه سوى أنهم (لم يتعلموا)، جهلة، وجهلهم سببه حقدهم، لا ذنب للعلم الذي أصبح بين أيديهم وتحت طلبهم. كل تفسير هدفه تعييب «حال» دون علم أسبابه؛ دليل على حقد صاحبه وألمه الذي لم يستطع إخفاءه، تشبث بأبسط سبب ليطلق اتهاماته، لذا دائماً أقول إن الكلمات شواهد، تستطيع تقييم أي عقل ليس عند الحديث، إنما عند منهجية ومخرجات تحليله لفرد أو حدث، هنا سيظهر لك ما امتلأ به عقله. أخيراً.. من كانت أرضه جرداء.. سيقول -وهو مؤمن- أن عيب «ورد» الآخرين.. حمرة خدوده!