استقبل ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، في قصر الصفا بمكةالمكرمة مساء اليوم، الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود. ورحب ولي العهد بفخامته في المملكة، فيما عبر فخامته عن سعادته بزيارة المملكة، وتقديره لما لقيه والوفد المرافق من كرم الضيافة وحسن الاستقبال. وجرى خلال الاستقبال استعراض العلاقات الثنائية، ومجالات التعاون المشترك والسبل الكفيلة بتعزيزها وتنميتها، بالإضافة إلى بحث عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك. علاقات متطورة وتشهد العلاقات الثنائية بين المملكة وجمهورية الصومال الفيدرالية تطوراً ملموساً، أكده التواصل المستمر واللقاءات بين قيادتي ومسؤولي البلدين، والتي كان آخرها زيارة الرئيس الصومالي للمملكة ولقاءه بولي العهد العام الماضي. وتعكس زيارة الرئيس الصومالي للمملكة تقدير الحكومة الصومالية لولي العهد ومكانة المملكة السياسية والاقتصادية ودورها المحوري على المستوى الإقليمي والدولي، وحرص القيادة الصومالية على تعزيز التواصل مع القيادة السعودية والتشاور حول الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك. أهمية الزياة وتكمن أهمية زيارة الرئيس الصومالي ولقاءه بولي العهد في تزامنها مع ما تشهده المنطقة من تطورات سياسية وعسكرية، مما يستوجب تنسيق الجهود بين قيادتي البلدين بما يعزز أمن واستقرار المنطقة خصوصاً في منطقة البحر الأحمر. كما يعكس استقبال ولي العهد للرئيس الصومالي استشعار قيادتي البلدين لأهمية التنسيق والتشاور حول أمن الممر المائي الحيوي في البحر الأحمر والذي يمثل المعبر الرئيس للتجارة العالمية بين دول شرق آسيا وأفريقيا وأوروبا، في ظل عضوية البلدين في مجلس الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن. دعم القضية الصومالية وتعكس الزيارة وهي الثالثة بعد زيارته الرسمية للمملكة العام الماضي، تقدير حكومة الصومال لما قدمته المملكة تاريخياً من دعم للقضية الصومالية وللجهود الرامية لتحقيق المصالحة بين الأطراف الصومالية المتنازعة، حيث شاركت المملكة في جميع مؤتمرات المصالحة بين الأطراف الصومالية واستضافت أحدها في جدة عام 2007. وتجسد حرص المملكة على دعم الصومال الفيدرالية، في إعادة فتح سفارتها في العاصمة الصوماليةمقديشو في عام 2021، بعد نحو 30 عاماً من إغلاقها جراء النزاعات والحروب الأهلية الدامية التي أعقبت الإطاحة بالرئيس الصومالي الأسبق محمد سياد بري في العام 1991. تعزيز أمن جنوبالبحر الأحمر وتتعاون الصومال مع المملكة في تعزيز أمن جنوبالبحر الأحمر وخليج عدن ومكافحة الإرهاب والتهريب بكافة أشكاله ومواجهة تهديدات خطوط الملاحة البحرية الدولية، وذلك بما يتوافق مع الأهداف الاستراتيجية لمجلس الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، الذي دعت المملكة إلى تأسيسه وانضمت جمهورية الصومال الفيدرالية لعضويته. تعزيز مخرجات إعلان الرياض وتسهم زيارة الرئيس الصومالي للمملكة في تعزيز مخرجات بيان "إعلان الرياض" الصادر في ختام أعمال القمة السعودية - الأفريقية التي استضافتها المملكة في نوفمبر (2023)، فيما يتعلق بتطوير الجهود الرامية لإيجاد حلول مبتكرة تساعد جمهورية الصومال الفيدرالية على استغلال ثرواتها ومقدراتها الذاتية، بما يُعظم الأثر الإيجابي لاستثمارات المملكة ومشاريعها التنموية فيها على الشعب الصومالي. التمويل السعودي للصومال وأولت المملكة اهتماماً كبيراً بدعم برامج ومشاريع التنمية في جمهورية الصومال الفيدرالية من خلال تمويل الصندوق السعودي للتنمية، لأكثر من 162 مشروعاً في قطاعات الأمن الغذائي والزراعي، والتعليم، والصحة والتعافي المبكر، والمياه والإصحاح البيئي، إضافة إلى الإعلان في يناير الماضي عن تدشين 24 مشروعاً إغاثياً وإنسانياً يستفيد منها أكثر من 5 ملايين صومالي.