تعمل الهيئة العامة للسياحة والآثار على تحويل أحد أكبر الأبنية الأثرية المبنية من الطين في البلاد، إلى مركز ثقافي وحضاري يحكي لزواره تاريخ توحيد المملكة العربية السعودية بصفة عامة، وحائل بصفة خاصة. فقد بني قصر “القشلة” بأمر من جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز عام (1940) بعد توحيد البلاد، ليكون ثكنة عسكرية لتدريب الجند وحفظ الأمن والاستقرار لأهل حائل. وتبلغ مساحة القصر عشرين ألف متر مربع، ويتكون من دورين، ويضم القصر 143 غرفة واستغرق تشييده عاما ونصف العام، وشهد التحولات التي مرت بها البلاد، توحيدها وبنائها، والتنمية، والتطور، والنهضة، فبعد أن تركه الجيش عام 1375ه تعاقب على القصر ثلاث جهات حكومية، فبعد أن أرسى الأمن أصبح مقراً لشرطة المنطقة لحفظ الأمن حتى عام 1395ه، بعدها سلم لوزارة المعارف، ليتم تحويله لاحقا إلى مبنى تاريخي، وتتنقل تبعيته للهيئة العامة للسياحة والآثار، فقد تبدلت "خشخشة " البنادق، بأصوات المرشدين السياحيين، فيعد أهم المزارات السياحية التي يقبل عليها السياح والزوار القادمون للمنطقة. ويؤكد هنا نائب المشرف على قطاع الآثار بحائل عبدالرحمن الرشيدي، أن القشلة بنيت من اللبن والحجر على الطراز النجدي السائد في ذلك الوقت، ودعمت واجهات المبنى بثمانية أبراج، وزعت أربعة في الأركان، وأربعة في منتصف كل واجهة، وارتفاعاتها محددة ب15 متراً، يزينها من أعلى شرفات متدرجة لها فتحتان، الأولى من داخل الواجهة، والأخرى في الجزء السفلي البارز عنها، ليتمكن المدافع من إطلاق النار، وتنتشر في أسفل المبنى أيضاً فتحات الرماية، وهي عنصر دفاعي. وحديثاً، أعيد ترميم القصر بالكامل قبل سنوات مع المحافظة على طابعه القديم بكلفة بلغت أربعة ملايين ريال، وأُعيد افتتاحه، وأُدخل ضمن البرنامج السياحي، وهنالك خطة لتطوير المنطقة الداخلية للقصر.