اعترفت الحكومة العراقية بتعرضها إلى ضغوط إيرانية لإبقاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مشددة على اعتماد الحل السلمي الداخلي واحترام إرادة الشعب السوري في تحقيق أهدافه. وقال المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، علي الموسوي ل"الوطن" إن طهران تضغط على بغداد لدعم نظام دمشق مشيرا إلى أن هناك محاولات لجر العراق إلى أحد المحورين المتصارعين في المنطقة، الأول يدعم نظام دمشق والآخر يتبنى تسليح المعارضة والعراق يرفض هذه المحاولات وهناك الكثير من الضغوط يواجهها من أجل الانضمام لأحد المحورين". ومن جهته أوضح المحلل السياسي سعد الحديثي أنه"سبق للإدارة الأميركية أن طالبت الحكومة العراقية بموقف داعم للمعارضة السورية، فيما أبلغت إيران سلطات بغداد برغبتها في الحفاظ على النظام في دمشق لحسابات إقليمية". وأضاف الموسوي أن العراق يرى مصلحة الشعب السوري "برفض التسليح ودعم الحل السلمي وقدمنا مبادرة بهذا الشأن تتضمن 17 نقطة أبرز ما جاء فيها تشكيل حكومة انتقالية تضم الأطراف المختلفة في سورية تمهيدا لإجراء انتخابات يقرر فيها الشعب السوري إرادته بعيدا عن التدخلات الخارجية". ميدانيا أفاد شهود عيان أن الثوار أسقطوا مقاتلة أثناء تحليقها فوق بلدة الأتارب بمحافظة إدلب. وأضافوا أن مقاتلي المعارضة كانوا يهاجمون قاعدة عسكرية قرب البلدة عندما حلقت الطائرة وأسقطها مقاتلو المعارضة بنيران أسلحة مضادة للطائرات. وفي محافظة حلب حيث يخشى نظام دمشق من إقامة منطقة واسعة يسيطر عليها الثوار، تدور معارك عنيفة في بلدتي أورم وكفر جوم في غرب المحافظة. وقتل 11 جنديا سوريا على الأقل أمس في معارك وهجمات استهدفت حواجز للجيش في محافظة حلب. وفي هذه المنطقة القريبة من الحدود مع تركيا، هاجم مسلحون حواجز في أبزمو حيث قتلت امرأة في عملية قصف. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إنه "لا وجود للدولة في هذه المنطقة عدا عن بعض النقاط العسكرية والمراكز الإدارية". وأضاف أن النظام يسعى بأي ثمن لمنع الثوار من وصل هذه المنطقة في محافظة حلب بمحافظة إدلب لأن ذلك سيشكل منطقة واسعة تحت سيطرة المعارضين على الحدود مع تركيا. وفي مدينة حلب سمع دوي انفجارات قوية ناجمة عن قصف مدفعي فجرا عبر الأنحاء الشمالية للمدينة خاصة أحياء القاطرجي والشعار والصاخور وهنانو والعرقوب والمرجة. وفي لبنان، أعلن الجيش أن قوة من الجيش السوري الحر دخلت "للمرة الثانية في أقل من أسبوع الأراضي اللبنانية في جرود منطقة عرسال، حيث هاجمت ليل أول من أمس أحد مراكز الجيش اللبناني مدعومة بعدد كبير من المسلحين، من دون تسجيل أي إصابات في صفوف عناصر المركز". ويتهم سكان قرية عرسال اللبنانية باستمرار الجيش السوري بعمليات توغل وخطف سوريين لاجئين لديهم. وفي سياق متصل أعلن الجيش الحر أمس نقل قيادته المركزية من تركيا التي استقر فيها منذ أكثر من عام، إلى "المناطق المحررة" داخل سورية. وقال قائد الجيش رياض الأسعد في شريط فيديو بث على الإنترنت في رسالة موجهة إلى الشعب السوري "نزف لكم خبر دخول قيادة الجيش الحر إلى المناطق المحررة بعد أن نجحت الترتيبات في تأمين المناطق المحررة لبدء خطة تحرير دمشق قريبا". وأشار إلى ضغوطات تعرضت لها مجموعته التي أكد أنها لا تريد أن تكون بديلا للنظام. وأضاف "ليس هدفنا أن نكون البديل عن النظام الإجرامي الذي يلفظ أنفاسه وإنما هدفنا أن يكون الشعب السوري بكل مكوناته هو البديل ونحن لسنا إلا جزءا منه".