تحدث خطاط كسوة الكعبة الشيخ مختار عالم شقدار ل الوطن الذي يعمل بمجال الكتابة على كسوة الكعبة مساهما بدوره بالنقش الخاص على كامل ثوب الكسوة المشرفة الحالية وفي حلتها الجديدة وتجديد عدد من كتابات الكسوة وإضافة تصاميم أخرى، وأشار إلى أن الشيخ عبدالرحيم أمين بخاري يعد من أشهر وأوائل الخطاطين لكسوة الكعبة المشرفة من بداية العهد السعودي حيث استمر لأكثر من خمسين عاما خطاطا للكسوة، وتم توثيق وتدوين اسمه بتوجيه سامٍ خطاطا للكسوة وعلى باب الكعبة المشرفة، بالاضافة الى الخطاطين محمد حلمي وأديب السيد اللذين كان لهما دور سابق في هذا المجال . بداية ظهور الكتابة وأوضح شقدار أن كسوة الكعبة المشرفة خلت من الكتابة والزخرفة في صدر الإسلام، كما لم يعرف بالتحديد متى ظهرت الكتابة لأول مرة ، لكن أول إشارة إلى ظهور الكتابة على الكسوة تلك التي أوردها مصعب الزبيري ( ت 236ه ) أنه كان يكتب في ديباج كسوة الكعبة المشرفة العبارة التالية "لعبد الله أبي بكر أمير المؤمنين ، كساها عبد الله بن الزبير"، ثم تأتي إشارة الفاكهي ( 272 ه) المتعددة التي تؤكد ظهور الكتابة على الكسوة بشكل ثابت خلال العصر العباسي، ثم توالى ظهور النصوص الكتابية بعد ذلك على الكسوة ذاكرة أسماء الخلفاء الذين تمت صناعتها في عهدهم، والآمرين بها من الولاة، وتاريخ صنعها والمشرفين على تنفيذها ودار الطراز الذي صنعت فيها، وكانت الكتابة عبارة عن توثيق معلومات الصناعة والصانع . المساحة الكتابية واوضح الشيخ مختار أنه مع بداية القرن الرابع الهجري زادت المساحة الكتابية على الكسوة، وظهرت نصوص أخرى من الكتابة سواء من الآيات القرآنية أو النصوص الدعائية ، وفي العصر العثماني زادت الآيات القرآنية التي تكتب على الحزام مع اختلاف توزيعها، مشيرا الى أنه في العهد السعودي زيدت قطع مستطيلة وقناديل مختلفة تحت الحزام وعرفت ب ما تحت الحزام . أنواع الخطوط الحالية وتطرق الى أن إن الخطوط أو الخط المستخدم في تنفيذ الكتابات على كسوة الكعبة المشرفة هو خط الثلث (الجلي) ويطلق الجلي من الثلث ما كان سمك ريشة القلم فيه أكثر من 4 ملم، وقيل إنه استخدمت أنواع أخرى غير الثلث في الكتابات على الكسوة، إلا أن الثلث هو السائد والمعروف . أسباب اختيار الخط أفاد شقدار بأن سبب اختيار خط الثلث للكتابة على كسوة الكعبة المشرفة يرجع إلى عدة أمور منها : 1- مكانة خط الثلث بين الخطوط فهو يعد من أفضل الخطوط وأصعبها، ويلقب بأم الخطوط، وقديما كان الخطاط لا يعد خطاطا إلا إذا أتقن الثلث فلا يكتفى بكتابته له وإنما لا بد من الإتقان . 2- جمال الثلث: فهو من أجمل الخطوط باتفاق كبار الخطاطين . 3- مرونة الثلث: يساعد على التشكيل في المساحات المختلفة ذات الأشكال الهندسية كالمستطيل والمربع والدائري والقناديل وغيرها، وكثير من الخطوط يفتقد إلى هذه الصفة . وخط الثلث الموجود على كسوة الكعبة المشرفة كله من نوع الثلث الجلي، ولكن تتفاوت أحجامه من مكان إلى آخر . أشكال خط الثلث أشكال خط الثلث الموجود على كسوة الكعبة المشرفة تتمثل في : - المستطيل وجانباه نصف دائرة: وهو الموجود على الحزام وكذلك ما تحت الحزام وكذلك بعض أجزاء الستارة . - مستطيل وجانباه مجموعة مقوسات: وهذا موجود على الستارة . - الدائرة: كالدوائر الموجودة على أركان الكعبة والتي فيها سورة الإخلاص، وكذلك بعض الدوائر في الستارة. - القناديل: كقنديل ( يا رحمن يا رحيم) و (يا حي يا قيوم) و (الحمد لله رب العالمين) وكلها ما تحت الحزام وقنديل (وأفوض أمري إلى الله) على الستارة .