مايكروسوفت عملاق تقنيات الحاسوب، وإمبراطورية تطوير وتصنيع برمجيات الحاسوب وأنظمة التشغيل وغيرها من الخدمات التقنية منذ 1975، والرائدة في تقديم أهم الخدمات التقنية في العالم التي أصبحت شيئا أساسيا في حياة معظم الناس حول العالم، بدءا من أنظمة التشغيل الحاسوبية والتخزين السحابي وصولا لخدمات الذكاء الاصطناعي والبرامج التدريبية المتنوعة، تعد من الشركات الرائدة وصاحبة الشهادات الأكثر ثقة على الإطلاق من حيث تقديم البرامج التدريبية من خلال آليات فريدة ذات مستوى عالٍ وكفاءة مميزة. وبذكر البرامج التدريبية لمايكروسوفت، فقد كنت أحد المحظوظين الذين مروا بتجربة مميزة لكن نهايتها كانت محيرة بعض الشيء، والقصة باختصار كانت في كوني، ومثل أغلب الأشخاص الذين يرغبون في تطوير مهاراتهم، صممت على اتباع أحد البرامج التدريبية عن طريق عملاق التقنية مايكروسوفت Microsoft learn، التي تُقَدَّم أونلاين مجانا وبلغة عربية واضحة وسلسة وممتازة تسهل على الشخص اكتساب المعلومات اللازمة. انتهيت من البرنامج باللغة العربية، واجتزت الامتحان «التجريبي» المجاني أيضا باللغة العربية، الذي كان حقيقة رائعا وواضحا جدا للمتقدم، بحيث يمكنه بسهولة اجتياز الامتحان التجريبي، والاستفادة من محتواه ومحتوى البرنامج بطريقة مميزة، وهذا ما حفزني إلى الانتقال للاختبار النهائي (برسوم مناسبة)، والحصول على الشهادة من مايكروسوفت. قمت بالتسجيل، وعندما هممت بدفع حقوق اجتياز الامتحان، ظهرت المعلومات الخاصة به، ومن ضمنها عدم توافر اللغة العربية. حقيقة كان الأمر محيّرا، فالشركة رائدة في التقنية، وهذا الأمر ليس صعبا عليها من حيث ترجمة صفحة واحدة تعتبر الأقل محتوى لكنها الأهم في المحتوى ككل، خصوصا أن كل المراحل التي مررت عليها، من برنامج تدريبي وامتحان تجريبي، كلها كانت مترجمة باللغة العربية وبجدارة، إلى جانب كون شركة عالمية كهذه تحظى بشعبية واسعة جدا في المنطقة العربية، وبشكل يفوق الوصف، وهو ما يلعب حتما دورا مهما في نسبة عوائد الشركة من الشرق الأوسط، خصوصا أن عدد الناطقين باللغة العربية يفوق ال420 مليون شخص حول العالم، ومن المؤكد أنه يهمهم ويريحهم أن يجدوا لدى مايكروسوفت ما يخدمهم بلغتهم الأم. وهنا طرأ على تفكيري تساؤل بخصوص الخبراء التقنيين العرب العاملين في المنطقة العربية لدى مايكروسوفت، ودورهم في إقناع الشركة بضرورة إدراج اللغة العربية في اختبارات مماثلة، خصوصا أن للمنطقة العربية ثقلا استثماريا، ولمايكروسوفت فيها شعبية كبيرة، وتُستخدم منتجاتها فيها بنسب كبيرة. وإذا كان إدراج اللغة العربية في هذه الاختبارات تدريجي، فهذا يعني ضرورة الإسراع في ذلك، لكون غيابها أصبح يضيع الفرصة على كثيرين في تطوير مهاراتهم، ويمنح حظا أكبر وتفوقا لأفراد دون آخرين، ونثق تمام الثقة في كون عملاق التقنية مايكروسوفت لن تتخطى هذه النقطة في حال وصول الصوت إلى إدارتها بمدى ضرورة هذا الأمر، وتوفيره في أقرب وقت، نظرا لكون توفير خدمة اجتياز اختبارات مثل هذه باللغة العربية سيكون دفعة استثمارية باعتبار عدد كبير من المتقدمين سيستطيع اجتياز مختلف الاختبارات باللغة العربية، وهو أمر غير عسير على شركة كمايكروسوفت. ومن المتوقع أنه لن يأخذ منها سوى أيام أو أقل حتى، نظرا لحجم التقدم التقني لدى الشركة، وخبرتها في هذه الأمور، خصوصا في توظيف الذكاء الاصطناعي، وهو ما يتضح في أثناء تصفح الصفحات العربية لدى مواقع الشركة التي تكون عادة بلغة عربية ممتازة وواضحة. علما بأن المركز المعتمد لإجراء اختبار مايكروسوفت هذا، وهو Pearson VUE، موجود في المنطقة، ومقرهم في دبي، وأتمنى أن يكون لهم إسهام في إدراج اللغة العربية بالاختبارات المماثلة. بعد هذا الموقف، قررت زيارة فرع مايكروسوفت في السعودية، وزرتهم نهاية دوام الأحد 19 نوفمبر 2023، وحظيت باستقبال لطيف، لكن تم نصحي بالتواصل من خلال منصة X (تويتر سابقا). غير أنني كنت مصرّا على مقابلتهم شخصيا حينها، وبالفعل عدت لزيارتهم اليوم التالي، الاثنين 20 نوفمبر2023. وفي الحقيقة، وجدت استقبالا لطيفا، وتم الاستماع للملاحظة بعناية وجديّة. غير أنني انتظرت ثلاثة أيام، ولم يصلني رد، فقررت العمل بنصيحتهم، وتواصلت معهم عبر X، وتحدثت عن الإشكالية نفسها، وتم التجاوب هذه المرة بشكل جميل أيضا، وتم توجيهي لرابط يستقبل الاقتراحات والملاحظات. لكن، من وجهة نظري، فإن هذا الأمر لا يفي بالغرض، إذ يتطلب الأمر بالفعل طريقة مختصرة وسريعة، مع العلم أن شركة مايكروسوفت تعي تماما أهمية هذا الأمر مقارنة بأرقام الاشتراكات والمستفيدين والعوائد المالية لها من المنطقة العربية، ونحن على ثقة تامة باحترافية الشركة، واستجابتها بتوفير اللغة العربية في اختباراتها، فهي قادرة على معالجة الموضوع في وقت قياسي، حيث إنها قدوة تقنية لا تعجزها الحلول، ويهمها رضا المستفيدين من خدماتها.