تحولت أرض ومرفق حكوميان، كانا محددين لإقامة مدرسة وحديقة عليهما ليكونا نافذة لقاطني حي الحمراء بالرياض بين ليلة وضحاها إلى مدرسة أهلية بمراحلها الثلاث، ابتدائية، متوسطة، وثانوية، فيما فشل سكان الحي بعد محاولات عدة تكرار إيقاف بناء المدرسة الأهلية عن طريق أمانة مدينة الرياض وبلدية الروضة والإمارة ووزارة التربية والتعليم. التقت "الوطن" سكان حي الحمراء الشرقية بمدينة الرياض وبدا عليهم الانزعاج والتذمر مما يحدث واستمعت إلى شكواهم حول الأرض الحكومية ومرفقها، وتحدثوا بصوت واحد أن هذا الحي سمي بالحي الآمن، لأن مدخله هو مخرج واحد فقط لا يتجاوز 20 مترا لأجل زيادة الهدوء فيه، مؤكدين أن الحي توجد به أرض حكومية، كان من المقرر أن تقام عليها مدرسة حكومية كما هو موجود في المخطط المعتمد، إلا أن بعض المستثمرين استغلوا الأراضي المجاورة ومنها حديقة الحي الحكومية، بتحويل المرفق إلى مصدر إزعاج لسكان الحي بسبب كثرة الغبار الذي أدى إلى تعرض بعض أهالي الحي للإصابة بالربو. وبينوا أنهم قبل سنتين من الآن كانوا ينتظرون إنشاء الحديقة التي وعدت بها الأمانة سكان هذا الحي ولكن فوجئ السكان بقيام أحد المستثمرين باستغلال المرفق الحكومي والحديقة وقيامه بمسحها لإنشاء المدرسة الأهلية الخاصة به. وأضافوا أنهم توجهوا إلى أمانة مدينة الرياض وبلدية الروضة الذين قاموا من جهتهم بتحذير وإنذار المستثمر الذي توقف مدة شهرين ثم عاود البناء من جديد، ثم تقدموا إلى البلدية من جديد حيث أخبرهم المراقب أن هذا "المستثمر قوي ولا نستطع إيقافه"، مشيرين إلى أن ضيق المدخل الخاص بالحي لا يمكن أن يخدم المدرسة بمراحلها الثلاث وهذا الأمر معروف لدى الجهات المعنية بالأمر. وتابعوا أن الاستغلال والجشع أديا إلى انخفاض أسعار المنازل والعقار بالحي بشكل كبير بسبب الازدحام الذي يحدث منذ الصباح إلى وقت الخروج من المدارس، مؤكدين أنهم ظلوا على مدار سنتين يقدمون خطابات وشكاوى على الجهات المذكورة سابقا دون أن يغير ذلك شيئاً وما زالت المعاناة مستمرة. بدوره، أوضح أحد شركاء شركة التضامن للتعليم والتدريب المحدودة ل"الوطن" أن هذا المرفق ليس له علاقة بشخص معين وإنما هي مجموعة شركاء وليس فردا بعينه، وتابع "هذا الأمر لا يتوقف على شخص معين وإنما شركة التضامن هي من استأجرت المرفق ووقعت مع الجهة الحكومية من خلال مناقصه تم الإعلان عنها وتقدم لها عدد من الراغبين بالمناقصة وتم إرساؤها لشركة التضامن بعد أن فتحت المظاريف بوزارة التربية والتعليم". وأضاف أنه يوجد لدى الشركة فسح من وزارة التربية والبلدية والمخططات معتمدة من الأمانه ووزارة التربية والتعليم، وهذا المرفق بعقد إيجار موقع مع "التربية"وهو عقد استثماري مجاز من الدولة عن طريق سماح الوزارة بالتنازل عن المرافق التي لا تحتاجها، موضحاً أنهم استأجروا هذا المرفق وصممت المخططات وقدمت إلى وزارة التربية والتعليم ووافقت عليها ومن ثم قدمت إلى وزارة الشؤون البلدية والقروية بأمانة مدينة الرياض وتمت الموافقة عليها ومن ثم صدرت الرخص وفسح البناء. ونفى أن تكون المدرسة قد استغلت مواقف الحديقة لأنها زودت بمواقف خاصة بها، وقال "يفترض ألا يبني أحد على الشارع لأنه يخص الشركة، ولكن لم نتحدث مع أحد بخصوص المنازل التي بجوارنا".