سجل ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين بسبب القصف الإسرائيلي المتصاعد مستويات لم يسبق لها مثيل في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود. وقد يشير ذلك إلى خسائر أكبر في الأرواح في غزة عندما تشن القوات البرية الإسرائيلية مدعومة بالدبابات والمدفعية هجوما متوقعا على القطاع بهدف سحق حماس. ويتعرض سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة لقصف متزايد ونفاد الغذاء والماء والدواء منذ أن أغلقت إسرائيل القطاع. وقالت إسرائيل إنها شنت 400 غارة جوية خلال اليوم الماضي، مما أسفر عن مقتل قادة من حماس، وضرب نشطاء بينما كانوا يستعدون لإطلاق صواريخ على إسرائيل وضرب مراكز القيادة، فيما بين شهود ومسؤولون صحيون أن عديدا من الغارات الجوية أصابت مباني سكنية، بعضها في جنوبغزة حيث طلبت إسرائيل من المدنيين الاحتماء. تلاشي الأمن وأسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية المتوسعة بسرعة في جميع أنحاء قطاع غزة عن مقتل أكثر من 700 شخص في اليوم الماضي، حيث اضطرت المرافق الطبية في جميع أنحاء القطاع إلى الإغلاق بسبب الأضرار الناجمة عن القصف وانقطاع الكهرباء، بحسب ما قال مسؤولو الصحة. وأصابت غارة ليلية مبنى سكنيا مكونا من أربعة طوابق في مدينة خان يونس بجنوب البلاد، مما أسفر عن مقتل 32 شخصا على الأقل وإصابة العشرات، بحسب ناجين. وذكر عمار البطة، أحد الذين نجوا من الغارة الجوية، أنه كان هناك نحو 100 شخص، بينهم كثيرون جاءوا من مدينة غزة، التي أمرت إسرائيل المدنيين بإخلائها. قائلا:«لقد كانوا يحتمون بمنزلنا لأننا اعتقدنا أن منطقتنا ستكون آمنة. ولكن يبدو أنه لا يوجد مكان آمن في غزة». وقال شهود إن غارة جوية أخرى أصابت سوقا مزدحمة في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة، مما أسفر عن مقتل عدد من المتسوقين وإصابة العشرات. محاولات الإنقاذ واستخدم الرجال المطارق الثقيلة لتكسير الخرسانة وحفروا بأيديهم العارية من خلال الحطام الخشن لإنقاذ أي شخص يمكنهم إنقاذه -أو على الأقل انتشال الموتى الذين كانوا يشترون اللحوم والخضروات عندما وقع الانفجار. وقالت الوزارة، إن معظم الفلسطينيين الذين قتلوا منذ السابع من أكتوبركانوا في المناطق الشمالية والوسطى من القطاع التي أبلغتهم إسرائيل بإخلائها. وأدى القتال إلى مقتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل – معظمهم من المدنيين الذين قُتلوا خلال هجوم حماس الأولي. ومع ارتفاع عدد القتلى في غزة، تضاءلت المرافق اللازمة للتعامل مع الضحايا. وقالت منظمة الصحة العالمية، إن 46 من أصل 72 منشأة للرعاية الصحية الأولية، و12 من أصل 35 مستشفى، توقفت عن العمل. وقال مسؤولون صحيون فلسطينيون، إن نقص الكهرباء والوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء بسبب الحصار الإسرائيلي، فضلا عن الأضرار الناجمة عن الغارات الجوية، أجبر عديدا من المرافق على الإغلاق. وأضافت أن المستشفيات الخمس الرئيسية في غزة امتلأت جميعها بما يتجاوز طاقتها. تضييق الخناق وبينما سمحت إسرائيل لعدد صغير من الشاحنات المحملة بالمساعدات بالدخول، فقد منعت توصيل الوقود إلى غزة. وقد جعل ارتفاع عدد القتلى من الصعب على الفلسطينيين دفن الأعداد الهائلة من القتلى، حيث اضطرت المقابر إلى حفر وإعادة استخدام قطع الأراضي القديمة ودفن ما يصل إلى خمس جثث في قبر واحد. وقال عبد الرحمن محمد، وهو متطوع يساعد في نقل الجثث إلى المقبرة الرئيسية في خان يونس: «نستخدم كل شبر فارغ في المقابر. تصل بعض الجثث مقطعة في أكياس. إنه شيء فظيع». وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا): قتل 6 من موظفيها في تفجيرات، ليصل عدد القتلى من موظفيها إلى 35 منذ بدء الحرب. أعلنت أن مخزونها من الوقود اللازم لتشغيل مرافقها ومراكز الإيواء ومحطات المياه في قطاع غزة سينفد بالكامل الأربعاء المقبل حذرت من تعمق الكارثة الإنسانية في القطاع. أكدت أن إمدادات المياه وتشغيل مولدات الكهرباء الخاصة بها ستتوقف بسبب نفاد الوقود وواستمرار الاحتلال في منع دخول الإمدادات لليوم ال18 على التوالي لفتت إلى أن أهالي القطاع ومن يقيم في مراكز الإيواء بحاجة ماسة للمياه والغذاء حيث تدير نحو 222 مركز إيواء في قطاع غزة. في اليوم 18 ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي إلى 5791 شهيداً من بين الشهداء 2360 طفلاً، و1292 امرأة قوات الاحتلال ارتكبت 27 مجزرة، راح ضحيتها 700 فلسطيني خلال الساعات 24 الماضية خروج 44 مستشفى ومركزًا صحيًا عن الخدمة بسبب نفاد الوقود والأدوية