أسئلة كثيرة جعلت من الزي المدرسي قضية يتساءل كثيرون حول أهميتها، فبينما يرى بعضهم أن هذا الزي يفتقد للأناقة، ويبتعد كثيرا عن مواكبة الموضة التي تتغير بتغير العصر، وأن توحيده يتعارض مع الحرية الشخصية للطلاب، ومع منحهم مساحة للاختيار، يفترض آخرون، من بينهم أولياء أمور ومعلمون، أن الإلزام بالزي المدرسي يحقق جملة من الآثار الإيجابية، ويُحسن سلوك الطلاب، لذا يفضلونه بلون رسمي، ويرفضون أي تغير عليه. هل فقد الزي المدرسي دوره؟ هل ما زالت تصاميمه وألوانه ملائمة لوقتنا؟ هل ما زال بمثابة الهوية التي تعزز الانتماء؟. ممل وتقليدي أكدت مصممة الأزياء سناء أبو حجر الحاجة إلى أن يواكب الزي المدرسي العصر، ويراعي متطلبات الطلبة. وقالت: «نحتاج اليوم إلى زي مدرسي متطور، يراعي متطلبات العصر واحتياجات الطلاب. كما يمنحهم الإتزان». وأضافت: «الزي المدرسي المعتمد حاليا يمكن أن نصفه بأنه تقليدي، ويفتقد للموضة، وكذلك للأناقة، وقد مر وقت طويل جدا دون حدوث أي تغيير عليه، وهذا يسبب للطلاب بعض للملل». وتابعت سناء: «يفضل بعض الأشخاص أن يكون الزي المدرسي رسميا، ويرفضون أي تغيير عليه، لأنهم يعتقدون أنه يعطي احتراما للمدرسة، ويسهم في تحسين سلوك الطلاب، وتعزيز الانضباط، ويعكس الهوية المدرسية، ويصنع بيئة محددة للتعلم». وأكملت: «في المقابل، هناك أشخاص لا يفضلون الزي الرسمي، وذلك لأنه لا يراعي الناحية النفسية للطلاب، ولا ينعكس ارتداؤه عليهم، وشخصيا أعتقد أن الزي المدرسي لا بد أن يتغير ويواكب العصر، حيث يمكن تغيير الألوان والتصاميم والأنماط، وهذا ما سينعكس إيجابيا على نفسية الطلاب واهتماماتهم». تلبيه الموضة حددت أبو حجر المعايير التي يجب أن يراعيها الزي المدرسي كما تراه، إذ أوضحت: «هناك معايير للزي المدرسي الذي يواكب الموضة، فهو لا بد من أن يضمن استخدام ألوان وتصاميم حديثة، وألا يعتمد على الألوان القديمة الموحدة (الأصفر والبينك والأزرق)، ويجب أن تتداخل بعض ألوانه، ولا يعتمد على لون واحد، ومن الأفضل أن تكون له قصات تلائم الاتجاهات الحالية في الموضة». وأكملت: «مع ذلك، يجب أن يلبي الزي المدرسي أيضا متطلبات اللباس الملائم واللائق للبيئة المدرسية والاجتماعية، مع مراعاة طبيعة المناخ المناسب». اختيار بين محددات لا ترى أبو حجر أن في منح الطلاب حرية اختيار اللباس المدرسي شيء من فوضى عدم الانتماء للمدرسة. وقالت: «أعتقد أنه علينا أن نعطي للطلاب الحق في الاختيار، حتى على سبيل أن يكون الاختيار بين أنواع محددة من الزي المدرسي، وأن نترك لهم حرية التصويت على اختيار الزي المناسب، وبهذا نزرع لديهم الانتماء للمدرسة من خلال احترام اختياراتهم ورغباتهم».واختتمت: «أنا مع الزي المدرسي المتطور الذي يواكب العصر، ويعطي إتزانا، ويراعي متطلبات الطلاب». توحيد بدورها، ترى مصممة الأزياء نجلاء الحيدري أن الزي المدرسي يفتقد لخطوط الموضة ومستجدات عالم الأزياء، إذ قالت: «تغيب خطوط الموضة عن الزي المدرسي، وهو لا يراعي أي مستجد في عالم الأزياء، وأنا مع الزي الموحد، والمدارس التي تعتمد زيا موحدا تعدادها كبير للغاية، وذلك على مستوى العالم ككل، والزي المدرسي هو رمز للمراحل المدرسية. لكنه مع ذلك له إيجابيات وسلبيات عدة لا بد من النظر إليها». وتابعت: «من سلبيات الزي المدرسي الحالي أنه يعيق حركة بعض المراحل المدرسية، وعلى الأخص المرحلة الابتدائية، إذ يفضّل أن يكون من قطعتين منفصلتين، وأن يتكون من بنطال وقميص، ليوفر سهولة الحركة». سلبيات الزي المدرسي - مفروض بالإلزام على الطلاب ولا يراعي خياراتهم - لا يراعي الموضة ولا مستجدات عالم الأزياء - يعيق الحركة في بعض المراحل المدرسية - ألوانه وتفضيلاته الثابتة تبعثان على الملل إيجابيات للزي المدرسي - يعزز الانتماء - يمكن عبره تمييز المراحل الدراسية - يخفف الفوارق على مستوى الحالة الاقتصادية بين الطلاب - يعزز الانضباط ويؤكد احترام المدرسة