يوم حزين ذلك اليوم الذي قضيته في المكتب الرئيسي للخطوط الجوية العربية السعودية بجازان! فقد شُنِقَ على مدخله النظام، حينما رأيت علبة الأرقام - التي تنظم الأدوار بالأرقام المنتظرة - قد شُنقت بسلك، ولأن تلك الأرقام المشنوقة تستعيذ صباح كل يوم من شر الأيدي التي تستل أرقامها بلا رحمة، حيث موعد التنازع والتشاكس ربما ليفوز حظك بدور مبكر!!! وحتى أتمكن من أداء بعض أعمالي أوكلت مهمة سحب رقم لي لأخي الذي يعمل قريبا منها، خرجت قبيل صلاة الظهر وقد تعشمت خيرا بإنجاز قطع تذاكري مبكرا لكن يالهول المفاجأة.. كان الرقم فوق المئتين!! وعدد الأرقام التي تحركت من الساعة الثامنة إلى قبيل الظهر سبعون رقما.. انتظروا قليلا.. ليس سبعون عميلا بل سبعون رقما!! ذلك أنك لا تميز الذي أنجز عمله من صاحب الأرقام المرتبة وهناك من جاء بجواله فقط ليمد به إلى الموظف الذي عرف أنه زميل عزيز يريد خدمة عاجلة فأعطاه وقتا ليخدمه على حساب المنتظرين على كراسي المكتب التي تشكو حالها من التمزق والاهتراء والاهتزاز وكأنك في بوفيه وليس في مكتب للخطوط السعودية.. حان وقت صلاة الظهر وانهمك الموظفون بإنجاز أعمالهم، وصلت الساعة 12.18 دقيقة وانفض الجميع لأداء الصلاة. عدت الساعة 12.48 دقيقة فلم أجد موظفا، والمراجعون في موقف الانتظار والعجب! كم استغرقت صلاة الظهر؟ نصف ساعة! جميل أن تأخذ الصلاة كلها هذا الوقت فلا شك أنهم صلوا بكل خشوع! عاد اثنان من الموظفين الساعة 12.51 دقيقة ثم لحق آخران الساعة 12.56 دقيقة! وبدأت الأدوار التي تتحرك ببطء شديد والناس لا يدرون أين الخلل؟! طبعا رقمي لن يصل دوره أبدا في ذلك اليوم فكانت الصدفة أن وجدت زميلا قد جاء مبكرا وأعطاني رقمه 109 لأنه قد دبر حاله بواسطة سريعة عجلت له إنجاز معاملته! تجمع الناس هذا يشكو وذلك ينتقد وآخر ينتظر أن يمر الأمر بسلام لحين وصول رقمه! "الكاونتر" لا يميز صاحب الدور الصحيح ممن يريد أن يطير على جناح ليصل إلى الموظف فوق رؤوس كل من قبله! قيل لنا إن مكتبا سيبنى قريبا وفي نفس الموقع وسينتقل المكان لمبنى مستأجر.. أتمنى أن يحترم النظام وأن تحترم أوقات الناس، وأن يفكر المكتب بعلاج سريع لتزاحم أصحاب أوامر الإركاب الصحية للمرضى!