هرب أكثر من 15 ألف شخص من سكان بلدة «ود عشانا»، التي تقع بولاية شمال كردفان على الحدود مع ولاية النيل الأبيض، في ظل المعارك الدائرة بين قوات «الدعم السريع» والجيش السوداني منذ أكثر من خمسة أشهر. وأفاد أشخاص من الفارين بهروب أكثر من 15 ألف شخص من سكان البلدة على متن أكثر من 50 عربة «لاند كروزر» مسلحة. وقال أحد السكان لإحدى الوسائل الإعلامية عبر الهاتف: «عشنا ساعات من الرعب. فقدنا حيواناتنا والمعدات التي نستجلب بها مياه الشرب». السيطرة من جهتها، أكدت قوات «الدعم السريع»، عبر حسابها على موقع «إكس» (تويتر سابقا)، «السيطرة على حامية منطقة ود عشانا بولاية شمال كردفان، وهي آخر حامية حدودية للفلول مع ولاية النيل الأبيض»، بحسب بيانها. وقد تكدست في مدارس قرية العديداب عشرات الأسر الفارة من العنف، التي لم تحمل معها أي شيء، وهي تعتمد فقط على ما يقدمه أهالي القرية من مساعدات. ومنذ اندلاع المعارك، التي تركزت في الخرطوم وإقليم دارفور غرب البلاد، قُتل نحو 7500 شخص، بينهم 435 طفلًا على الأقل، بحسب منظمة «أكليد» غير الحكومية والأمم المتحدة، في حصيلة يرجّح أن تكون أقل بكثير من عدد الضحايا الفعلي للنزاع. واشتعلت الحرب بسبب النزاع على السلطة بين قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات «الدعم السريع»، الذي كان نائبا له، الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي). وحتى الآن فشلت كل الجهود الدبلوماسية التي قامت بها أطراف عدة، من بينها الولاياتالمتحدة، في وقف القتال.