لم يبدُ كاتب مسرحية "أسطورة الحب والحرب" بالمزاج المتحفز نفسه، وبالتجلي نفسه الذي كان عليه في لقاء "الوطن" قبل بدء "سوق عكاظ" بأسابيع خلال حديث خاص له حول تجربته في كتابة نص مسرحية السوق لهذا العام، حيث جاءت ردة فعل الكاتب المسرحي فهد ردة الحارثي على العرض يشوبها كثير من السخط، أو العتب في أقل تقدير. وفي حين لم تستطع "الوطن" التوصل إلى الكاتب فهد الحارثي الذي لم يجب على اتصالاتها، بعد أن كتب على صفحته في "الفيسبوك" عقب ساعات من العرض المسرحي الأول عبارات احتجاج وانتقاد جاء فيها ما يعني وصفه للعرض ب"غير الناجح". واستنكر الحارثي عدم دعوته لحضور افتتاح "السوق" والعرض المسرحي الأول لمسرحية "الحب والحرب" التي أسندت إليه مهمة كتابتها، وقال "هذا الإخفاق يعود بالدرجة الأولى لإدارة سوق عكاظ التي ما زالت تعمل من خلال المنتج المقاول ولا تتجه مباشرة نحو الفرقة المنفذة". وأشار في حديثه لمتابعيه على الصفحة أن العرض لم يقدم سوى "شذرات" من النص قال إنها التقطت دون وعي، وأضاف: انتهت علاقتي بالعمل منذ لحظة تسليم النص. من جهته، أكد أمين عام اللجنة العليا لسوق عكاظ الدكتور سعد مارق "أن إدارة السوق وجهت دعوات مكتوبة أو عن طريق الهاتف أو رسائل نصية إلى جميع مثقفي الطائف، وحصرت قائمة بأسمائهم. وأضاف مارق: كان يفترض أن كاتب المسرحية فهد الحارثي ضمن منظومة العمل، مبديا استغرابه أن يعد نفسه ضيفا يحتاج إلى دعوة. أما أمين سوق عكاظ الدكتور جريدي المنصوري، فذهب إلى أن فهد ردة "لا يقول ذلك لأنه يدير اللقاء ومشارك ومن منظومة العمل ومن أهل السوق"، أما المدير التنفيذي لسوق عكاظ راشد الغامدي فوصف عدم دعوة الحارثي بأنها أمر مستحيل. من جهته، يرى مخرج مسرحية السوق لهذا العام، أحمد الصمان: أن العمل لم يفشل مطلقا، بدليل أن نخبة من الحضور والمشاهدين قد أشادوا به، مضيفا أن مؤلف العمل المسرحي وكان يريد له الخروج في شكل ملحمة، وأنا كمخرج ملتزم بوقت محدد لا تتجاوز مدته 30 دقيقة. وقال الصمان: إنه لا يعتقد أن عدم ظهور عبلة قد أثر على العمل، مشيرا إلى أنه "من الصعوبة ظهور امرأة تجسد دور عبلة في المسرح وتشارك الممثلين". وعن ضعف الصوت والأداء وغلبة الصراخ كما جاء في انتقادات الحارثي، قال: إن الشركة المنفذة والمسؤولة عن الصوتيات أو المجال التقني وعدتنا أن توفر لنا 11 لاقطا صوتيا، ولكننا يوم العرض فوجئنا بوجود 7 لاقطات فقط "وعانينا صعوبة في نقل (المايكات) بين الممثلين". وفي السياق ذاته، لاقى العرض المسرحي لمسرحية "العكاظيون الجدد" نجاحا تجاوز (بحسب آراء كثير من الحضور) مسرحية العرض الرئيسة "عنترة بن شداد" حيث تفاعل الجمهور مع طريقة العرض والأداء لدى الممثلين بشكل متجاوز وواضح. و حول هذا العمل، أشارت شاعرة عكاظ روضة الحاج إلى أنها كانت في صمت إعجاب مأخوذ بالروعة والدهشة لمسرحية "العكاظيون الجدد" ورأت الحاج أنها تؤرخ لشعراء من العصر الحديث كأمثال الدكتور القصيبي، مبينة أن أداء الممثلين كان رائعا وبعيدا عن التلقين الممل وبرع المؤلف والمخرج في إخراج العمل بالصورة التي تليق بالسوق وضيوفه وبقامات الشعر القديمة والحديثة وبينت إعجابها بالخيمة وتصميمها الأخاذ. وقالت الشاعرة التونسية أميرة الرويقي إن العرضين المسرحيين كانا جيدين وأداء الممثلين بالعرضين كان أكثر من جيد، مضيفة أن عرض "العاظيون" قد أحالها للشاعر امرئ القيس والشنفرى وأيام سوق عكاظ الحقيقي، وقال إن الطرح والأداء والترحيب بالضيوف وحفل الافتتاح كانت في مستوى جيد. من جانبها، رأت الكاتبة أميرة كشغري أن "العكاظيون الجدد" كانت فكرة خلاقة وعرضا مسرحيا شد الانتباه بدقة وإتقان الممثلين في أداء أدوارهم المختلفة، مشيرة إلى أنها كانت تتمنى أن تلقى القصيدة الخاصة بالقصيبي بصوت شاعرها غازي القصيبي. وقالت إنها كانت تأمل أن يكون العرض الغنائي أكثر احتفالية وإيقاعا. وعن مسرحية "الحب والحرب" أشارت كشغري إلى إن الفكرة جيدة، لكن درامية العمل تحتاج إلى معطيات كثيرة ومنها المؤثرات والتفاعل مع الجمهور، وهي ما رأت كشغري أنها لم تكن على مستوى التوقعات. وأضافت أن: نهاية المسرحية كانت مبتورة "لأن الحضور بدأ في الخروج من الصالة وكان الممثلون في حاجة لأن يقفوا على المسرح لأن قيمة المسرح بقيمة الممثلين". أما الشاعرة ذكرى حاج حسين من سورية ذكرت أن العرض المسرحي الأول كان ممتازا وأكثر ما أعجبها دخول الشاعر القصيبي وكأن دخوله متسللا للتاريخ ورجوع لذاكرة جميلة، وفكرة المسرحية تمثل الامتداد التاريخي الذي أعطى مصداقية، إضافة إلى الفكر الشبابي وعن مأخذها على المسرحية المباشرة في الطرح والأغاني المطولة.