سيحاول مخرج مسرحية «عنترة بن شداد»، التي ستعرض في افتتاح «سوق عكاظ» إبعاد شخصية عنترة عن الطرح النمطي المعتاد في الأعمال الفنية التي قدمت سيرة هذا الشاعر، التي ركزت بشكل كبير على عنصري الحب وعبلة. وقال مخرج المسرحية أحمد الصمان «تطرقنا إلى جوانب أخرى من الشخصية، مثل العنصرية، وكسب العيش، والكرامة»، مضيفاً أن عنصر قصته مع ابنة عمه عبلة جاء «كجانب جمالي في العمل، لأهمية شخصيتها وتأثيرها في عنترة من جهة، ولتوظيف إخراجي في جو العمل العام ككل من جهة أخرى»، لافتاً إلى «استخدام التقنية الفنية لتكامل المنظر الجمالي للعرض، واختيار طاقم عمل يتمتع بأداء وحس مسرحي متميز». وأكد المتحدث الرسمي ل»سوق عكاظ»، محمد سمان، أن مسرحية عنترة بن شداد واحدة من أهم الأعمال التوثيقية التاريخية التي يسجلها السوق، وأن اختيار عنترة موضوعاً لمسرحية هذا العام يعود إلى موقعه في تسلسل شعراء المعلقات في أمهات الكتب العربية ودواوين المعلقات، حيث يحل ترتيبه رابعاً بعد امرؤ القيس، وطرفة بن العبد، وزهير بن أبي سلمى، الذين تم تقديمهم في أعمال مسرحية خلال الثلاثة الأعوام الماضية في «سوق عكاظ»، ما يؤكد الحرص على تغطية شعراء المعلقات، ورموز الشعر العربي. وأفاد أن المسرحية ستعرض رسمياً في حفل الافتتاح، وتستمر في خمسة عروض مسائية الساعة 9:30 يومياً، ولمدة نصف ساعة، وسيكون العرض متاحاً لجميع أفراد الأسرة. حرية عنترة تتناول المسرحية طفولة عنترة وشبابه وكهولته، كعبد يطارد حريته حتى نالها بشجاعة جعلت من بطولاته أسطورة في روايات العرب وقصصهم، مبرزة أيضاً التضاد الذي جمعه في شخصيته، كمقاتل شرس، ومحب عاشق، من خلال فروسيته التي نالت إعجاب قومه، وعلى رأسهم ملك عبس زهير بن جذيمة، وعشقه لمحبوبته عبلة، التي تهلل بها شعراً تستحضره حكايات الحب والغرام العربية منذ ذلك الوقت، وحتى يومنا الحاضر. واعتمد نص مسرحية عنترة بن شداد، التي تتواصل بروفاتها النهائية هذه الأيام، بين جدةوالطائف على شخصية «الحكواتي»، لعمل قفزات زمنية تربط بين مشاهد العمل في ظل ازدحام حياة عنترة بن شداد بالشخصيات والأحداث والتفاصيل، بغية إيجاد حالة مزاوجة بين سرد الحكواتي وسرد لغة السير الشعبية. شجاعة وشعر من جهته، أوضح كاتب النص المؤلف المسرحي، فهد ردة الحارثي، أن عنترة عاش ثمانين عاماً مليئة بشخوص وأحداث عدة «هذه التركيبة العمرية للشاعر والأحداث التي مر بها دفعاني لتوظيف شخصية الحكواتي في بناء شخصية النص، وربط المشاهد، مع تنوع حكايات فارس بني عبس، وكثرة المعارك التي خاضها، والتفاصيل المتعلقة بحبيبته عبلة». وحول تناوله لشخصية عنترة الشاعر والفارس، قال الحارثي «حاولت التركيز على شخصية عنترة من خلال البعد عن خلق الحالات والمواقف التي قد تضعف شخصيته في المسرحية، فيما لو تم التداخل معها، مثل حرب «داحس والغبراء»، وشخصيات مثل الملك زهير، وعروة بن الورد، وحروب الفرس، وكثير من الشخصيات التي تعاصره»، لافتاً إلى أن «شخصية عنترة الشعرية تفرض نفسها، حيث أوردت في النص كثيراً من النصوص المسرحية الشعرية، على اعتبار أن اسم عنترة كما اقترن بالفروسية والحب فقد اقترن بالشعر». كوميديا من جهته، قال الممثل عبدالله عسيري، الذي سيجسد شخصية الملك زهير في المسرحية، «تجربتي في مسرح «سوق عكاظ» أعادت لي الثقة بما تعلمته، وما أحببته في المسرح عموماً، وأبذل هذه الأيام جهداً مضاعفاً في البروفات لتجسيد شخصية الملك زهير، بما تحمله من حنكة وحكمة وشجاعة»، مضيفاً «مسرح عكاظ ليس كوميديا، ولكن هذا العمل سيتميز بخصوصية كوميدية إلى حد ما». ويجسد الممثل الشاب خليل الجهني دور عنترة، وقال عن مشاركته «ستضيف لمشواري الفني كثيراً، خصوصاً أنني سأقدم شخصية مثيرة كشخصية عنترة الفارس والعاشق». ويضم طاقم عمل المسرحية كلاً من فهد ردة الحارثي مؤلفاً، وأحمد الصمان مخرجاً، وعمرو القحطاني مشرفاً عاماً، وعبدالله باحطاب مشرفاً فنياً. أما الممثلون فهم: عبدالله عسيري، وخليل الجهني، وفهد غزولي، وياسين أبوالجدايل، وعدد من ممثلي مسرح جدة، ونادي المسرح في جامعة الملك عبدالعزيز، ومنفذ صوتيات المنذر النغيص، ومنفذ إضاءة تركي ضاوي، وإدارة إنتاج ريان الثقة، وإدارة مسرحية خالد الحجيلي، وفواز عباس، ومساعد مخرج علي دعبوش. معرض عنترة وتشارك إمارة منطقة القصيم في معرض يتضمن سيرة الشاعر عنترة بن شداد العبسي خلال فترة إقامة السوق، الذي تنطلق فعالياته بعد أسبوعين. وأكد المشرف على جناح المعرض، الدكتور أحمد الطامي، أن فكرة مشاركة الإمارة بمعرض متخصص عن عنترة بن شداد جاءت بمبادرة من أمير منطقة مكةالمكرمة، صاحب السمو الملكي، الأمير خالد الفيصل، الذي وجه دعوة لأمير منطقة القصيم، صاحب السمو الملكي، الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، لمشاركة الإمارة في فعاليات السوق لهذا العام في معرض عن عنترة بن شداد. وبدوره، رحب أمير القصيم بالفكرة، وشكل فريق عمل لهذه المشاركة. وقال الطامي إن المعرض يتكون من جناح للعروض السمعية البصرية، يُعرض فيه فيلم عن البيئة التي عاش فيها عنترة، وجناح لإصدارات عن دراسات كتبت عن الشاعر عنترة وتاريخه، وبعض المطويات المختصرة عن تاريخه وشعره، وعدد من الصور واللوحات، ومقهى «ديوانية عنترة»، وجناح لعرض معلقة عنترة صوتياً، ومجسم لصخرة عنترة تشكل المدخل الرئيس للمعرض، وجناح خاص عن منطقة القصيم، مشيراً إلى أن المعرض تم تجهيزه بحيث ينقل الزائر إلى تلك البيئة التي عاش فيها الشاعر في عصر ما قبل الإسلام.