من الله -عز وجل- علينا بهذا الوطن الكريم المعطاء، وأعزنا الله بملوك وحكام فيهم الجود والكرم والعطاء والسخاء والحزم والعزم والنخوة والشجاعة. كان الوطن هِجًرََا متفرقة وقرى متناثرة يسودها الخوف والوجل والجوع والتعب جمعها الله تحت لواء واحد بقيادة الملك الباني جلالة الملك عبدالعزيز الإمام ابن الإمام -طيب الله ثراه- أسسها ووحدها تحت راية التوحيد وأرسى دعائم الحكم فيها، وبنى مجدًا سليلاً ننعم برغد العيش فيه دائمًا وأبدًا بأمر الله، وخلف من بعده أبناؤه ملوك وأمراء على العهد والنهج، نهضوا بهذا الوطن إلى مصاف الدول العظمى حتى بات علم المملكة العربية السعودية يرفرف في جميع المحافل الدولية والعالمية. أكملوا المسيرة بناء وتشييدًا وعلمًا وحضارة، وجعلوا الناس يغدقون في نعيم الخير والعلم والصحة والعافية والأمن والأمان. اليوم نحن أمام صرح شامخ عظيم من صروح هذا الوطن المترامي الأطراف شمالا وجنوبًا وشرقًا وغربًا، إنها إمارة منطقة جازان إمارة شامخة في السماء بناء وبنيان على ساحل بحرها الأحمر في أمواجها رواحل تتلألأ جمالا وحبًا وكرمًا وسخاء هي الجبل والسهل والبحر. إنها جازان فاتنة بحُلمها وحِلمها، موطن العلم والعلماء والأدب والأدباء والجود والعطاء والشجاعة والوفاء، إنها مدينة تزينت حروفها بنبضها النقي في صدور أبنائها وأمرائها وزوارها.. إنها مدينة الفل والكاذي رائحتهما من عبق طينتها إنها جيزان كما يحلو لأهلها وجازان، كما يحلو لعشاقها هي الزان الذي يشدو صفيره طربًا وشجنًا وفنًا وعذوبة.. إنها مدينة القضاة والعلماء وأرياب الأدب والفصاحة، كما تغنى بها شاعرها السنوسي: جازان إني من هواك لشاكي أفتنصتين لبلبل غناك أصغى إلى همسات قلب طامحا متوثب الإلهام والإدراك اليوم يكتب حرفي عن إمارة المنطقة، إنها هيبة وسلاسة وقوة وإنصاف وإنسانية.. إنها تموج بشباب واعد فيهم الروح والانضباط والاستقامة والحماسة والحيوية والعلم والأدب والبساطة والمبادرة.. إنها إمارة في جوهرها روائح الأصالة الحاكمة قد زان وشاحها بأميرها المحبوب صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، الذي شد الرحال إليها امتثالا لخدمة دينة ومليكه ووطنه. أتى إليها عاشقًا ومحبًا ونبراسًا وسراجًا وهاجًا ينير الحضارة والنهضة والتطوير والبناء والتشييد والعمران والاستثمار، حتى اكتمل الجمال وباتت جازان ثورة حضارية حديثة وركنًا اقتصاديًا مهمًا في وطني الحبيب، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير، محمد بن عبدالعزيز ال سعود، أميرًا وشاعرًا وأديب صمته هيبة ووقار، يجلس المواطن أمامه بكل راحة واطمئنان. يستمع إليهم بإنصات وحكمة فيها الشمولية والإدراك.. عليه الهدوء حتى يكون الاستبشار بردًا وسلامًا وفرجًا وسرورًا في نبرة سمو الأمير خيرًا إن شاء الله.. إنها السلطة الإدارية الحاكمة التي يكون فيها الأمير نورًا ومنارة.. إنها الركن الأساسي للحاكم الإداري، التي يحتكم إليها الناس في أمور حياتهم، فيكون هذا الأمير هو ولي الأمر الذي يحتوى الجميع.. إنها الحياة التي لا تخلو من الأشياء التي تجعل الإنسان يذهب إليهم دون عناء، قلوبهم وأبوابهم مفتوحة هكذا من تاريخ قديم إلى عهدنا هذا وعهود قادمة. إن الأنفس جبلت أن تجادل عن نفسها حتى أمام الله -سبحانه وتعالى: «يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ».. حفظ الله هذا الوطن وولاة أمرنا.