تسبب التغير المناخي في العالم بظهور الكوارث الطبيعية المدمرة، ونال ذلك من المغرب التي ضربها زلزال نادر قوي، وليبيا التي غمرتها الفيضانات جراء عاصفة دانيال، وقد أدى ذلك إلى حصيلة ضخمة من الوفيات والجرحى في ظل الصعوبات التي تواجهها كلتا الدولتين. حيث تصعّب الطبيعة الجبلية في المغرب من جهود الإغاثة وعمليات الإنقاذ، وكذلك المنازل المبنية من الطين وغير المجهزة لاحتمال الزلازل، فيما ساهم ضعف البنية التحتية في مضاعفة معاناة ليبيا مع انهيار السدود وغمرها لبعض المدن بشكل تام، ولم يتم إعلان حصيلة القتلى النهائية لكليهما مع احتمالات ارتفاع أعداد القتلى. الأكثر تضررا وتسببت عاصفة البحر المتوسط «دانيال» في فيضانات مميتة في العديد من البلدات بشرق ليبيا يوم الأحد، لكن مدينة درنة الساحلية كانت الأكثر تضرراً، بسبب انهيار سدين في الجبال المطلة على المدينة، مما أدى إلى جرف مباني المدينة بأكملها. وقال يان فريديز، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا، إن الأمواج ارتفعت إلى 7 أمتار. وقامت فرق البحث بتمشيط الشوارع والمباني المدمرة وحتى البحر بحثًا عن الجثث، حيث قالت السلطات إن الفيضانات العارمة تسببت في مقتل ما لا يقل عن 5100 شخص، مع توقع ارتفاع عدد الضحايا أكثر. ولا تزال السلطات تكافح من أجل إيصال المساعدات بعد أن جرفت الفيضانات معظم الطرق المؤدية إليها، ويعاني عمال الإغاثة من الوصول إلى المدينة، حيث تقع درنة على سهل ساحلي ضيق على البحر الأبيض المتوسط، وهي تحت جبال شديدة الانحدار تمتد على طول الساحل. إعاقة الحركة وكان عمال الطوارئ المحليون يعتمدون على أي معدات كانت متوفرة لديهم حيث أدى انهيار الجسور النهرية إلى تقسيم وسط المدينة، مما زاد من إعاقة الحركة. وقال أسامة علي، المتحدث باسم مركز الإسعاف والطوارئ في شرق ليبيا، إنه تم تسجيل ما لا يقل عن 5100 حالة وفاة في درنة، إلى جانب حوالي 100 آخرين في أماكن أخرى في شرق ليبيا، وإن أكثر من 7000 شخص أصيبوا في المدينة، معظمهم يتلقون العلاج في المستشفيات الميدانية التي أنشأتها السلطات ووكالات الإغاثة. ورجح أن يرتفع عدد الوفيات لأن الفرق لا تزال تجمع الجثث من الشوارع والمباني والبحر، وأن ما لا يقل عن 9000 شخص ما زالوا في عداد المفقودين، لكن هذا العدد قد ينخفض مع استعادة الاتصالات. محاولات الحفر انتشرت رائحة الموت في قرية إيمي نتالا في أعالي جبال الأطلس بالمغرب بعد أربعة أيام من وقوع زلزال مميت، تسبب في قطع جزء من الجبل وقتل السكان وتدمير القرى. وتعمل الجرافات وطواقم الإنقاذ والمستجيبون الأوائل المغاربة على مدار الساعة في محاولة للحفر بين الحطام لاستخراج ما بين ثماني إلى عشر جثث لا تزال تحت الأنقاض. ويعكس المشهد في منطقة إيمي نتالا، التي يسكنها بشكل رئيسي الرعاة والمزارعون، والتي لقي فيها 96 ساكنا حتفهم في زلزال يوم الجمعة، مشاهد أخرى في عشرات الأماكن الواقعة على طول الطرق الجبلية جنوبمراكش. وتستمر أعداد القتلى والجرحى في الارتفاع مع الوصول إلى المزيد من القرى النائية، وانتشال الجثث وإرسال الأشخاص إلى المستشفيات. وأبلغت السلطات المغربية عن 2901 حالة وفاة حتى يوم الثلاثاء. وقدرت الأممالمتحدة أن 300 ألف شخص تضرروا من الزلزال الذي وقع ليلة الجمعة بقوة 6.8 درجات. ليبيا: 5100 حالة وفاة في درنة وفقا لمركز الإسعاف والطوارئ حوالي 100 وفاة في أماكن أخرى في شرق ليبيا أكثر من 7000 شخص أصيبوا في المدينة ما لا يقل عن 9000 شخص ما زالوا في عداد المفقودين المغرب: أبلغت عن 2901 حالة وفاة وفقا للسلطات المغربية 300 ألف شخص متضرر وفقا للأمم المتحدة