كشف عدد من الأطباء أن المملكة تعد في مقدمة الدول التي يعتبر مواطنوها الأكثر تعرضا لمرض "الزهايمر"، الذي يصيب أعمار المتقدمين في العمر ما بين 65 – 75، مشيرين إلى أن معظم السعوديين ممن يتعرضون لحالات مصابة بالمرض من أقربائهم، يرجعون الأعراض إلى التقدم في العمر أو الشيخوخة، مبينين أن غالبية أسر المصابين لا تعلم شيئا عن إصابة ذويهم إلا بعد تطور المرض لمراحله الحيوية التي تحتاج لمتابعة طبية ونفسية. ومن خلال ملتقى جمع عددا من الأطباء في الرياض أول من أمس، أكد استشاري أمراض الدماغ والأعصاب الدكتور غازي حسن، أن المملكة تعتبر الأكثر تعرضا للإصابة بمرض "الزهايمر"، خاصة وأن المصابين السعوديين الذين يأتون إلى المراكز الطبية للكشف عن حالاتهم يصبحون في مراحل المرض المتوسطة أو الأكثر تطورا، مشيرا إلى أن كثيرا منهم يتم تنويمه في المستشفى لتداعيات المرض، التي تصيب الأجزاء العصبية الأخرى من الجسم، وتؤدي إلى اضطرابات في عملية نقل الإرشادات العصبية والكيماوية، مبينا أن المصابين بالزهايمر يتفاقم الوضع لديهم للوصول إلى أمراض تقدم السن الأخرى كالضغط والسكري وأمراض القلب. وفي ذات السياق، أوضح المتخصص في طب الأعصاب الدكتور أحمد بخاري، أن أمراض "الخرف" المتعلقة بضمور في وظائف الدماغ تعصف بالذين تجاوزت أعمارهم 65 عاما، بمعدل شخص واحد بين 25 فرد، مبينا أن الأطباء يكتشفون المرض بطريقتين: طبية واجتماعية، الأولى تتضح عند وجود مادة تتضح في دماغ المصابين، تتمثل على شكل تجمعات ليفية وعصبية وحبيبات هدم تسمى "بيتا أميلويد" وينتج عنها اضطرابات عصبية تثير الانتباه، والثانية تكمن في عدم تذكر أسماء الأشخاص المقربين بسهوله، وعجز المريض عن القيام بنشاطاته اليومية، وتعلقه بالآخرين يكون في ازدياد، مضيفا أن احتمالية الإصابة بالمرض تصل إلى 60% ممن تجاوزت أعمارهم 85 عاما فما فوق، لاسيما إذا توافق توقيت الإصابة مع أمراض مزمنة عصبية. من جهة أخرى أشار الاستشاري النفسي خالد السالم، إلى أن الأمراض المرتبطة بوظائف الأعضاء الحساسة في جسم الإنسان أو الغدد وعدد من الأعراض، تسبب حالة من اختلاط الذهن الحاد أو المزمن عند كبار السن، ويصعب تمييزها من "الخرف"، مشددا على أن كثيرا من المصابين يحتاجون إلى علاج اجتماعي مهم من قبل المقربين من المصاب، خاصة أبناؤه الذين يتحتم عليهم المتابعة بشكل مضاعف، وعدم ترك المصاب في وحدة لأوقات طويلة، مؤكدا أن الإهمال الاجتماعي للشيوخ، وعدم الالتفات إلى أفكارهم، والاختلاط معهم من أبرز الأسباب النفسية، و"الجفاء" يعتبر من أكثر الأخطاء التي تقع فيها الأسر، والذي يزيد من حالة المريض تدهورا، مشددا على أن حالات الإصابة تتفاقم إلى أوضاع سيئة إذا كان المصاب متقاعدا عن العمل، وليس لديه ما يشغل أفكاره، كمزرعة يرعاها أو استراحة يقضي أوقاته فيها مع أقرانه من المسنين "المقربين" أو الأصحاب. واقترح السالم وضع برنامج يومي للمسن يتضمن رحلة أسبوعيا على الأقل، أوالسفر إلى مناطق توجد بها ألوان من الطبيعة مثل جنوب المملكة التي تتمتع بأجواء خلابة، وطقس جيدة ينعكس على نفسية الكبار، إضافة إلى المناطق الساحلية التي تضفي خيالا جميلا للمسنين، ولم يستثن السالم المناطق الصحراوية والهواء الطلق فيها، خاصة أن المكان الفسيح والواسع له تأثير مباشر على أطراف الجسم وارتياحها.