حراج ابن قاسم ذاك المكان الذي يعرفه الجميع في العاصمة الرياض، يقع في الدائري الغربي، تناقل الكثير الحكايات المتعددة لتسميته حتى استقرت الرواية المتداولة قبل أكثر من 50 عاما على الحاج ابن القاسم الذي كان يعمل في "الدلالة" على تحريج تركة الأموات وكانت بدايات الحاج ابن القاسم في ساحة الصفا بجوار قصر الحكم لينتقل بعدها إلى منفوحة لفترة من الزمان حتى استقر أخيرا في مكانه الحالي بمخرج 21، السوق عالم مستقل بذاته فتحتويه العشوائية في مناطق والتنظيم في مكان آخر ليصبحا ضدين لا يجتمعان، فلا تحكمه قوانين ولا ضوابط إلا ما وضعها الباعة أنفسهم، فهناك يجد الجميع حاجاتهم ما بين الجديد والمستعمل دون تعب، المنظر العام للمكان نجده حيث رجال ونساء يفترشون الأراضي يبيعون كل شيء دون استثناء (أثاث - مستلزمات المطبخ - ألعاب - كتب - إكسسوارات – مواد كهربائية وغيرها الكثير من الكماليات) قسمت المكان الحياة إلى أقسام غير منظمة فالرجال يقفون أمام سياراتهم القديمة لعرض بضاعتهم والنساء يفترشن الأرض، هذا عدا وجود المباني الحديثة التي أنشئت خلال السنوات العشر الماضية واستغلال الحياة المزدحمة في الحراج، فالمباني الجديدة احتوت على معارض لأسماء شركات معروفة مختصة لبيع الأجهزة الإلكترونية ومستلزمات المطابخ التي أخذت مكانها في السوق كذلك المعارض التي خصصت لها منطقة كاملة لبيع الأثاث وغرف النوم والمفروشات الجديدة. أما البسطات التي تعتبر أساس المكان نجد فيها المستعمل والجديد، يبيع الجميع حاجاتهم ويشترون ما يطرح عليهم للبيع من أثاث فلكل تجارة أهلها، فيستقبلنا الباعة والمشتري بمجرد دخولنا إلى المكان، ويصف عبدالله عمر الذي التقته "الوطن" وهو يبيع بعضا من أثاثه هناك قائلا: المكان منطقة فسيحة تكاد تكون "خرابة" كونها تجمع كل ما يحتاجه الجميع ويباع فيها كل شيء وقال عبدالله ستجدون كل شيء هنا من أوان وأجهزة راديو وتلفزيون وعملات وكتب قديمة جدا، مكملا حديثه وهو يشير إلى أثاثه القديم الذي يريد بيعه ويقول: من ساعات العصر الأولى وأنا أبحث عن من يشتريها مني، إلا أني لم أجد لها السعر المناسب، فالأغلبية تطرح أسعارا قليلة جدا لكونها مستعملة ولا تعنيهم جودة الأثاث فقط لأنه مستعمل. غادرنا المكان لنرصد مدى تجمع البائعين الذين تباينوا ما بين سعوديين وعرب وأجانب، فكل الجنسيات تتاجر في الحراج وعند سؤالنا أحد الباعة من الجنسية الآسيوية عن مدى جودة المنتجات التي يبيعها وهي عبارة عن كمبيوترات وأثاث، قال إنه اشتراها من عائلة عرضتها للبيع ولديه فاتورة تثبت شراءه لها ليعيد علينا كثيرا بأنها غير مسروقة! ويتداول الكثيرون أن هناك الكثير من المعروضات هي بالأساس مسروقة، والتقينا أم أحمد وقالت إن المكان يعج بالعشوائية وضعف المتابعة من الجهات المسؤولة، إذ يوجد الكثير من البائعات داخل السوق خصوصا من تبيع لوازم النساء والعطور والبخور والحلويات وغيرها بدون مكان مظلل. فأصبحن يفترشن الشارع ويضعن الكراتين ليعرضن من خلالها بضاعتهن واقترحت أن تضع البلدية لهن أكشاكا صغيرة مظللة كي يزاولن البيع دون تعب. المكان يفتقد للتنظيم على الرغم من المحاولات التي نظمتها البلدية في المكان، ففي الجانب الشمالي من السوق خصصت خيام خاصة لبيع الخضراوات والفواكه والتمر لتنتشر بقاياها على الطريق مشوهة المكان، وفي الجانب الآخر هناك محلات خاصة بالطب البيطري لبيع أدوية الحيوانات والكشف عليها، وفي قسم آخر هناك سوق كاملة للسيارات والورش التي احتضنت سيارات كساها التراب لقدمها وهجر أصحابها لها، هذا عدا السيارات التي ينقلها أصحاب الأحياء إلى هناك في سبيل التخلص منها، وفي المقابل هناك معارض متخصصة لبيع قطع غير السيارات والإكسسوارات الخاصة بها التي تلقى رواجا كبيرا من الشباب، بينما قسم الأثاث الذي يعتبر الأكثر تنظيما كان له النصيب الأكبر في مساحة المكان.