أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس أن "العلاقة المميزة" مع سورية ليست مرهونة بفريق سياسي في لبنان "ولا بمن يحكم في سورية". وهذه المرة الأولى التي يفصل فيها سليمان بين سورية والنظام الحاكم في دمشق، التي هيمنت على السياسة اللبنانية لثلاثين سنة. وأضاف سليمان أن "العلاقة بين لبنان وسورية هي علاقة بين شعبين ودولتين، وهي تاريخية، ويجب تصحيح الشوائب المعروفة وتعديل الاتفاقات لما فيه مصلحة البلدين وتأمين سيادة الدولتين وإزالة الالتباسات". وآمل سليمان "إتمام الحل في سورية بأسرع وقت، وعلى الإخوان السوريين أن يلجؤوا إلى الحوار الذي يشمل الجميع، فليتحاوروا حول الدستور وقانون الانتخابات الذي يناسبهم، كما أن لدى لبنان المناعة الكبيرة لمنع استيراد الأزمة إليه". وحول ترؤس لبنان مجلس وزراء الخارجية العرب، أكد سليمان أن قرار لبنان البقاء على الحياد في "أزمات المنطقة يساعدنا في إدارة مجلس وزراء الخارجية العرب، وأي حل سياسي لسورية عبر الجامعة العربية نحن مستعدون للسير به". إلى ذلك أطلق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جملة مواقف متناغمة مع مواقف سليمان حول تطور العلاقة مع سورية، إذ أكد "أننا لن ننأى بأنفسنا عندما تكون هناك محاولات لتفجير لبنان من سورية وسنتخذ الإجراءات الضرورية". وأوضح "نحن ننأى بأنفسنا عن التدخل في الشؤون السورية الداخلية ولكن عندما يحصل أي قصف سوري على مناطق لبنانية نحن لا ننأى بأنفسنا بل نحتج". وحول المطالبة بطرد السفير السوري في لبنان وإلغاء المعاهدات اللبنانية - السورية التي تطالب به قوى 14 آذار، قال ميقاتي "هل الطرف السوري قادر على التحاور في هذه المسألة في الظروف الراهنة. مهما ارتفعت الأصوات فهذا الموضوع لا يعالج إلا بالتروي والحكمة وانطلاقا من مصلحة لبنان أولا، حتى المعارضة لو كانت في السلطة اليوم لما كانت تصرفت إلا على هذا النحو". وفي السياق، أعلن الجيش اللبناني أمس أنه أحبط محاولة لاختطاف معارضين سوريين لاجئين في شمال لبنان. وقال إن قواته "تمكنت من وضع يدها على عصابة مؤلفة من ستة أشخاص، أوقفت ثلاثة منهم في محلة البحصاص طرابلس ضبطوا أثناء قيامهم بخطف أحد المعارضين السوريين، وبنتيجة التحقيقات أوقفت ثلاثة أشخاص آخرين من العصابة المذكورة".