لعمري كم احتوت من قلوب العاشقين، وكم ارتوت منها عُروق المُحبين، وكم أشعرت فيها القوافي والمتون. قال الشاعر: لعمري كم حويتِ النَّاسَ قلباً ..... وما في النَّاسِ قلبٌ يحتويني !! كُلنا جازان الإنسان والمكان، وفي كُل ظرفٍ يزدادُ حُبُك في شرايين قلوبنا!! ويكفيكِ "قلب" عرَّاب رُؤيتنا!! إنَّها بلاد الساحل والوادي "المخلاف السليماني" أرضُ الفُل والكادي، آثارهُها قبل 8 آلاف ميلادي.. إنها منطقة "جازان" الإدارية في أرض السعوديَّة، الأكثر كثافة سُكَّانية بالنسبة للمساحة!! أوتار "جازان" تمتد بين الماضي والحاضر، تعزف سيمفونيَّة السياحة في بلادي، عِشنا منذُ الطفولة على حُب طبْل تراثها ورقصة إنسانها، قال عنها الشاعر الشريف حمد العبدلي: قبايل المخلاف في وسط جازان ..... تاريخهم يشهد على كُل قاله أميرها قايد محنَّك وسهران ..... يرعى مصالحها يُؤدِّي الرسالة محمد بن ناصر له الطيب عنوان ..... ونايبه راعي الكرم والجماله. حروفي تتتأتأ، كلماتي تعجز، وعبارتي تحتار، في وصف قصَّة العشق جيزاني، والهوى جازاني، فالأولى المدينة، والأُخرى المنطقة، وكلاهُما عنوانٌ للكرم والجود، كرم روح أهلها، وجود شذى أرضها، فهي شهيرةٌ بتوطُّن النباتات العطريَّة فيها فكان شعارها دائماً: [جازان الفُل.. مشتى الكُل]. هذه المنطقة صنعت وعزفت للحياة معنى، جمعت بين التاريخ والجُغرافيا فهي تحظى بمقومات النجاح؛ لتخلُق لنا معزوفة بديعة، تغنَّت بالمكان والإنسان ... جازان يا عُذريَّة الشطآن ..... معزوفة للوجد والأشجان !! زائرها محظوظ، تنوَّعت لهُ كُل تضاريسها ومناخها، ما بين أرضها، وديانها، جبالها، وبحرها، فسلامٌ على جازان وأهلها، أهلُ الشِّيم، القِيَم، الأخلاق، الثقافة، العلم، والأدب.. وفي جازان يتنفَّس الناس الأدب شهيقاً، وزفيرهم كرَم وشهامة!