بدأت قوافل المثقفين والأدباء وضيوف عكاظ تحط رحالها في الطائف مع بدء العد التنازلي لانطلاق فعاليات سوق عكاظ في دورته السادسة برعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز مساء الثلاثاء المقبل بحضور أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل. وبينما يدشن الفيصل خيمة عكاظ التي وضع حجر الأساس لها في الدورة الرابعة لسوق عكاظ، تذهب راية السوق من النابغة الذبياني إلى الشاعر غازي القصيبي -رحمه الله - في حفل تدشين دورة السوق السادسة بعدما يتحاكم إليه في سوق عكاظ الجديد ممثلا للعكاظيين الجدد في عمل فني بعنوان "العكاظيون الجدد" أعده المخرج فطيس بقنة الذي قال في تصريح إلى "الوطن" إن العمل كتبه الدكتور صالح المحمود وسيناريو مسفر الموسى والموسيقا خالد العليان، مشيرا إلى أنه جرت العادة بسوق عكاظ على الاحتفال بالشعراء في تلك الفترة. وبين أن العمل الفني والمسرحي البسيط يظهر بالرجوع للماضي كأن الشاعر غازي القصيبي يحتكم أمام النابغة في سوق عكاظ وبعد سماع النابغة له يتسلم راية شاعر عكاظ؛ حيث إن السوق ولَّد للأجيال عكاظيين جددا ومنهم غازي القصيبي. وأشار بقنة إلى أن فريق عمل الإخراج الفني لحفل الافتتاح حاول أن يقترب من مستوى وتطلعات القائمين على السوق، لافتا إلى أن الحفل الفني سيشهد مفاجآت كبيرة على مستوى الحدث من خلال رؤية إخراجية جديدة. وكان سوق عكاظ قد استعاد جانباً من تفاصيله القديمة برؤية عصرية عبر أعمال مسرحية جسدت في الأعوام الخمسة الماضية شخصيات امرئ القيس، وطرفة بن العبد، وزهير بن أبي سلمى فيما تعرض في هذا العام مسرحية جديدة عن عنترة بن شداد. وكعنقاء ماتت احتراقاً وتحولت رماداً ثم ولدت من جديد، ماتت سوق عكاظ قبل 12 قرناً وانبعثت قبل خمس سنوات من تحت رماد النسيان سوقاً جديدة تستعيد أمجاد الماضي، وتواكب الحاضر، وتستشرف آفاق المستقبل، وتبني الإنسان وتعمر المكان. وقديما وصف طائر العنقاء بأنه يمتاز بالجمال والقوة، وكذلك امتازت سوق عكاظ قديماً بجمال الإبداع الشعري والخطابي، واستعراض قوى القبائل، وشهدت الحروب أيضاً، حيث وقعت على أرضها وقائع حرب الفجار، التي شهدها الرسول صلى الله عليه وسلم وكان في سن ال15 من عمره قبل البعثة النبوية. وقال أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل عن استعادة سوق عكاظ لدورها في مقدمة كتاب "عنقاء الجزيرة العربية": (إننا نحتفل بسوق عكاظ العربي الإسلامي الذي ابتدأ في عصر الجاهلية، واستمر في العصر الإسلامي، وها هو اليوم يعود على أيدي العهد السعودي الزاهر برعاية خادم الحرمين الشريفين، بسواعد وبفكر وبإرادة هذا العهد المتنور، لإعادة الثقافة والفكر والإبداع إلى بلد الثقافة والفكر والإبداع، وإلى هذا المجتمع الذي أراد له الله سبحانه وتعالى أن ينهض في العهد السعودي المستنير، إن سوق عكاظ هو مشروع القرن). وبات المثقفون والأدباء العرب منذ خمسة أعوام على موعد جديد مع الشعر والندوات الأدبية والصالونات الثقافية، وتكريم المبدعين والمتميزين في مجالات الشعر والتصوير الفوتوجرافي والحرف اليدوية، على أرض السوق الذي اختير له أن يعود إلى موقعه التاريخي نفسه في العرفاء (40 كيلو مترا تقريباً شمال شرق الطائف). وفيما غاب عن انطلاقته الجديدة "جسداً" كل عمالقة الشعر العربي القديم كأمثال: النابغة الذبياني، والخنساء، وامرئ القيس، حضرت خيامهم كمضافات لأسماء جديرة بالاحتفاء والتكريم لإبداعها شعرياً وفنياً وثقافياً وفكرياً. إلى ذلك، وجهت أمانة سوق عكاظ دعوتين خاصتين لشاب من مغردي "توتير"، وفتاة من "فيسبوك" لحضور فعاليات السوق التي ستبدأ الثلاثاء المقبل، على إثر تفاعلهما "المتميز" مع صفحة السوق على الموقعين الشهيرين. وقال المتحدث الرسمي والإعلامي في سوق عكاظ محمد سمان إن اللجنة الإعلامية اختارت رائد سمرقندي من "تويتر"، فيما اختيرت حنين المالكي عن موقع "فيسبوك" إيمانا من اللجنة بأهمية مواقع التواصل الاجتماعي وما حققته من زيارات خلال فترة تدشينها. وأشار سمان إلى أن صفحتي السوق على الموقعين الاجتماعيين شهدتا إقبالا يؤكد أهمية التظاهرة أولا، وأهمية التواصل مع مريديها ومتابعيها على الإنترنت. وقال إن هذا النوع من التواصل سيمكن اللجنة الإشرافية على السوق من الاستفادة منه مستقبلاً بقوة وبفعالية في الترويج والإعلان عن جوائز الدورات القادمة، ومواعيد المشاركة فيها.