المستحيل أن تؤمن بأن هناك مستحيلا. لا تترك للمستحيل مكانا في نفسك، واستبدل المستحيل ب(سأحاول). فليس مع كل ركلة يكون الهدف، ولكن ببصيرة ودراسة وتأمل ووعي يتحقق الهدف المراد. لاعب الكرة لا يسجل أهدافه بعشوائية بل بتدريب متقن. ولم أر طالبا متفوقا ينجح ويحقق مراكز متقدمة بعشوائية، بل بالمذاكرة والاجتهاد. ولم أر طبيبا ناجحا وصل إلى الشهرة العالمية بعشوائية، ولكن عن طريق دراسة مخلصة لمهنة صعبة. فقط، لأن هؤلاء تمكنوا من فك رباط المستحيل للأبد، حتى وصلوا إلى ما يطمحون إليه. وقد أعجبتني قصة حدثت للكاتب الأدبي الكبير "ستيفن كينج" حينما أخذت زوجته كتابه الأول من القمامة بعد أن فشل في نشره، وقامت بإرساله إلى دار النشر، حيث تكفلت بنشره هذه الدار لاحقاً. فاليوم بلغ توزيع كتبه 350 ألف نسخة، وقالت ليس كل ما نرميه سيئاً. لقد أدركت بذكائها تسلل المستحيل إلى زوجها، ولكنها أنقذته في الوقت الأخير من حياته، وقادته إلى القمة، وحاز على ميدالية مؤسسة الكتاب القومية، لإسهاماته البارزة في الأدب الأميركي، ومؤلفاتة التي دارت القارات السبع. ببساطة استسلم "ستيفن كينج"، ولكن تمكنت زوجته من إنقاذه، وخير الأصحاب من يدفعك إلى القمة وليس القاع. وكذلك قصة الحاكم الحاجب المنصور في بلاد الأندلس، كان يحمل الأحمال على ظهر حماره ليكسب قوت يومه، وفي أحد الأيام جلس بجانب صاحبيه، وتمنى لو أنه حاكم الأندلس وسأل صاحبيه عن أمنياتهم التي يريدونها منه إذا أصبح حاكم البلاد، وهو ما يزال حمّالا، وبعزمه، ولا للمستحيل أصبح ما أراد، وتمنى وسعى في الأرض لتحقيق أمنيته، وصار حاكم الأندلس، وقال: ليعلموا أن الله على كل شيء قدير. نستفيد من هذه القصة عدة فوائد منها: أن المتفائلين هم الذين يصنعون المجد لأمتهم، وأنا بنفسي أعرف شخصيات كانت لا تقدم ولا تؤخر، وأصبحت ذات مكانة بعلمها ونفعها للمجتمع. لنكن على طريق الارتقاء ونهاجر اليأس والفشل، وأصحاب التحطيم المعنوي والمادي، ولنصعد السلم درجة.. درجة. فسيبارك الله لك إذا استعنت به، وواصلت الطريق في أي شأن تبتغيه لنفسك ولدينك ووطنك. قال تعالى:(قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا).