عادت حمى الاستقالات للظهور مجددا بنادي جازان الأدبي باستقالة خامسة سجلها عضو مجلس الإدارة حسين سهيل مساءَ أمس بعد أقل من شهرين على انضمامه للمجلس؛ إذ كان آخر المنضمين لمجلس الإدارة من أسماء الاحتياط. وباستقالة سهيل، يشهد المجلس انتهاء قائمة الاحتياط بدخول الشاعر أيمن عبدالحق آخر اسم في القائمة. سهيل أكد استقالته ل "الوطن"وكان قد أرسل رسالة لعدد من مثقفي جازان مساءَ أمس بخبر استقالته. ووصف الشاعر يحيى الشعبي تتابع الاستقالات بالأمر المؤسف، وأنه يضع علامة استفهام بحجم المنطقة ويضع علامة تعجب أكبر بحجم امتداد الثقافة والفن بها، على حد تعبيره. في حين رأى الشاعر عيسى جرابا أن أدبي جازان صار كالقبر من شدة وحشته، حسب وصفه. وأضاف: الإنسان الحي لا يقبل بأي حال من الأحوال أن يبقى في قبر موحش إلا من أراد العظة، ولعل من استقالوا لم يكونوا من الفئة المعتبرة، وأخشى أن يكون قد فاتهم الكثير، ومع هذا أحييهم؛ فالحياة فرصة العمل بدلا من البقاء في قبر للعظة والاعتبار. وعن مساعي الإصلاح التي جرت أخيرا ومدى استمرارها ونجاحها قال جرابا: إن الإصلاح ينبع من الذات أولا، ولا أظن أن مثل هذا موجود عند بعض أعضاء مجلسنا الموقر بكل شيء إلا الإصلاح، والرغبة الجادة في الخروج من المأزق الحرج الذي أوقعوا أنفسهم فيه وجرونا إليه جرا، ما كان أحراهم أن يعلنوا بشجاعة استقالاتهم بعد هذا الضجيج؛ ليثبتوا أن عضوية النادي لا تمثل لهم شيئا ولكن قاتل الله الأنا حين لا تدع للمتلبس بها مجالا لرؤية الحق واتباعه. فيما طالب الشاعر إبراهيم زولي بتدخل عاجل من قبل وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، لوضع حلول ناجعة لما يحدث في نادي جازان لأن الشق اتسع على الراقع، وهناك خلل بنيوي يكاد يعصف بمؤسسة ثقافية لها تاريخها الناصع، وخمس استقالات في أقل من عام تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هناك جرحا عميقا لم تنفع معه كل المسكنات. من جهته، قال عضو مجلس إدارة النادي السابق عمر طاهر زيلع "لا يمكنني التجديف في همسات تدور في حجرة موصدة، فالشاعر حسين سهيل هو من يعرف أسباب استقالته، أشعر بحزن شديد لما يحدث"، مؤكدا أن أي استقالة تحدث بالمجلس تؤثر عليه سلبا. إلى ذلك، سعت "الوطن" للتواصل مع مجلس إدارة النادي هاتفيا وبالرسائل النصية، ولم يستجب سوى عضوي مجلس الإدارة هدى خويري وعلي رديش، حيث ردت الأولى قائلة "لا تعليق لديها على موضوع استقالة سهيل"، في الوقت الذي أكد فيه دغريري تقديم الشاعر حسين سهيل لاستقالته وعن الأسباب التي دعته أجاب بأن البحر وتعب المجيء من فرسان حيث يقيم إلى مدينة جازان هو السبب. يشار إلى أن أدبي جازان ظل يشهد تجاذبات منذ انتخاب مجلس الإدارة الحالي برئاسة محمد يعقوب في شوال من العام الماضي، واختلافات بين أعضاء الجمعية العمومية والإدارة، مع انتقادات واسعة من قبل مثقفي المنطقة.