وددت لو طفقت أخصف بورق العيب على أجساد أولئك المستهزئين بقوانين الحياة الزوجية على أقل تقدير ليتواروا من العيب الذي هم فيه.. عقول حمقى تدمر حياة أسرة لتعيش الضياع والفرقة ثم الإهمال.. وتسرع لا مبرر له لتشتيت أطفال بكلمات تُنطق في لحظة غضب أو استفزاز؛ لتصبح موجعة كرصاصة موت تخترق القلوب لتقتلها.. وفراقًا بدأ بالمعاندة والمكابرة ليخلق لنا «جيلا هشًا» لا يستطيع مقاومة الحياة لأنه فقد الحنان؛ وربما التربية والتوجيه. من الذي أوصل أبناؤنا وبناتنا إلى تلك القرارات والتفكك الأسري؟ ومن المسؤول عن ذلك التهاون في تمكين الروابط الزوجية بالاستمرارية.. المحاكم الأسرية تشكو من كثرة حالات الطلاق، والأسر تشكو أيضا من عدم إيجاد حلول لمثل تلك القضايا ولجان الصلح التي تعمل في المحاكم لديها جوانب جيدة، وإن كان هناك تقصير وتعجل في اتخاذ قرارات الانفصال والشؤون الاجتماعية تشكو من كثرة المطلقات، والحلقة مغلقة وتحتاج إلى فك صلابتها لتسيير الأمور نحو الطريق السليم. قبيل بضعة أيام خرج تقرير إحصائي لعله يكون غير دقيق إذا لم يحدد مصدره.. لكنه انتشر بشكل سريع في شبكات التواصل يؤكد أن هناك حالة طلاق كل عشرة دقائق تحصل في محاكمنا خلال عام 2022، وهو أمر مرعب ومخيف لأن ذلك يعني تفكك المجتمع لترسيخ فكرة الغرب نحو العلمانية وعدم تحمل المسؤولية.. الأمر خطير جدًا ويحتاج رؤية ثاقبة من هيئة كبار العلماء للحد من الانفصال البشع.. سنواجه خلال العشرة أعوام القادمة مشكلة خطيرة لجيل فاقد كل مقومات التعايش والزواج والمشاركة في الحياة إلى جيل مهمل ومحطم من الداخل لا يهمه إلا نفسه. إن صناعة الحضارة لا تأتي بهذا النهج الذي ساعد على التهابه فئات وضيعة ومتسلقة جاءت مع فكرة «السوشيال ميديا»؛ لتفرز لنا جهلاء يتناقزون ويتراقصون على مآسي المجتمع تحت رداء الشهرة الفارغة، التي يلهث خلفها ضعفاء النفوس والفكر، فيمدونهم بالآراء والأفكار في قوالب «مضحكة وسامجة»، حتى إنهم صوروا لهم حياتهم بعيدًا عن الزواج والترابط الأسري بأنها حياة باذخة وراقية، فانتهج البعض طريقهم وترك أطفاله وأسرته إلى الضياع، وكذلك فعلن البعض من النساء ليصبحن ذا صوت وصولجان تهدد به الزوج كلما أرادت. اليوم نحن بحاجة أكثر إلى ترياق يعالج هذا الانغماس في قضايا التفكك والطلاق، بدءًا من مجلس الشورى إلى مجالس المحاكم الأسرية والقضاة للحد من الطلاق على الأقل بشروط وقوانين صعبة كي تهدأ النفوس وتعود المياه إلى مجاريها.. كما أن كل أب وأم يتحملان النصيب الأكبر في تهدئة الأبناء بالتوجيه السليم بدلا من المآزرة التي غالبًا تأتي بنتائج عكسية ومؤلمة.. «أنتِ طالق أو أنت مخلوع»، قد تحدث نشوة انتصار وهمي وفارغ.. لكن يعقبه ألم وحياة متعبة لكلا الطرفين.. استمعوا للعقل والمنطق.. لتلتئم جراح الفرقة بوئام الحب.