الشباب هم عماد الأمة، وأملها الزاهر، ومستقبلها المشرق، وخاصة منهم من يمتلكون طاقات وقدرات ومواهب. ولكن.. للأسف أصبح شبابنا طاقات تُهدر في التخريب والتكسير والإيذاء، وأصبحت مفاخرتهم بلبس تافه، أو انتصار فريق أوروبي على آخر، أو تغييرات في شكل سيارة قد تكون سبب فنائه. إن مانرى اليوم من وضع بعض شبابنا لايسر خواطرنا، ولايرضي طموحاتنا، ويدفعنا للتفكير مرات عديدة لوضع حلول جدية وعاجلة لما آل إليه حال الشباب. ما أثارني لكتابة هذا المقال.. هو تزايد مشاكل التفحيط بالسيارات، وانتشارها بشكل عجيب عما كانت عليه سابقاً. نعم، قضية التفحيط ليست بالجديدة في وطننا، ولكنها مؤخراً الوجهة الأولى لترفيه كثير من الشباب سواءً بممارستها أو مشاهدتها، وفي الأشهر القليلة الماضية سمعنا وشاهدنا عبر مختلف وسائل الإعلام العديد من حوادث التفحيط، ورأينا مناظر مفزعة لشباب يتقطعون وبعضهم يتطايرون من المركبات،إن الشباب يتوجهون لهذه المخاطرة العظيمة بحثاً عن الشهرة، وعن التسلية، وعن نثر شيء من إبداعاتهم في التحكم بقيادة السيارات كما يرونها أمام من يحضرون لمشاهدتهم وتشجيعهم، بل إن الألقاب توزع هنا وهناك وكأن ساحة التفحيط مكاناً خصباً لتحقيق الذات. ماننتظره الآن ومنذ زمن يتلخص في أمرين: أولهما: الوقفة الحازمة من الجهات الأمنية، ومراقبة الشوارع والساحات وأماكن تجمعات الشباب. وثانيهما: التفات الجهات المعنية بالشباب لهؤلاء ووضع حلول لهذه المصيبة التي تتسع رقعتها يوماً بعد يوم، ولانعذر تجارنا الكرام من الاستثمار في قطاع الشباب، من ترفيه وتعليم وتدريب، ولانطلب أن يكون ذلك مجاناً، وسيرون أرباحاً خيالية، لأن شبابنا أصبح مكان تنفسهم وتسليتهم مابين المقاهي وساحات التفحيط، وكل منهما طريق سريع للضياع.