إن للاعتذار أهمية كبيرة على المستوى الشخصي بين الناس أو المؤسسات، ولا يوجد أحد معصوم من الخطأ، وإن الإقرار بالخطأ أول خطوات النجاح والتحضر والذوق الرفيع لنعلم ما كان الخلاف يكون إلا للوصول إلى نقطة اتفاق، وحينما تقر بالخطأ وتقدم اعتذارك تبين أن هدفك واضح وصريح هو الوصول إلى نقطة اتفاق وليس خلافًا شخصيًا، وعن النبي صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ بَني آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ». علينا أن نعلم أبناءنا هذه الثقافة وأنها ليست دليلا على ضعفه أو قلة ذكائه أو انكساره إنما الاعتذار يجبر الخطأ وليس المكابرة أو الصراخ، عزيزي القارئ دعني أعطيك مثالا في كندا وهي من أشهر الدول في ثقافة الاعتذار هناك من يعتذر لك بسبب أو دون سبب على أي شيء حتى لو كان على فنجال من القهوة بل إن المحاكم القضائية سنت هنالك قانون الاعتذار لكف كثير من الدعاوى القضائية الاعتذار غير الصحيح. احذر أن يكون اعتذارك مثل أن تقول أنا آسف ولكن لم أكن أقصد أو أنا آسف إذا كنت قد أخطأت أو آسف لقد كنت أمزح أو أنا أعتذر ولكن أنت من دفعني لقول كذا.. هذا الاعتذار غير صحيح وذلك لأنه قد يكون أيضًا وسيلة لبدء مشكلة جديدة لأنك لم تعترف بخطئك تجنب الحديث في نفس الموضوع الذي كان به الخطأ. الاعتذار الصحيح كذلك عليك أن تعتذر إذا كان الخلاف حصل أمام الجميع يكون الاعتذار أمام الجميع، وإذا كان فرديًا يكون الاعتذار فرديًا كذلك، من صفات الاعتذار الصحيح أن تعتذر وتبين ندمك وتستخدم لغة جسدك أن يكون صادقا من قلبك وأنت تتعهد بعدم تكرار هذه الأمور، لا بأس من جلب هدية وأن تحاول التأكيد عليه بأن يسامحك. رد الاعتذار لا تنتظر من الشخص الذي أخطأت بحقه أن يسامحك على الفور ولتعلم أنك قد تقدم الاعتذار أكثر من مرة في يوم آخر أو وقت آخر، اعلم جيدًا أن هذا الاعتذار قبل أن يكون لهذا الشخص هو اعتذار بحق نفسك التي أخطأت بحقها. كذلك عليك اختيار الوقت الصحيح للاعتذار وتقبل ما يحدث من الطرف الآخر، هنالك أخطاء يجب أن تتريث قبل الاعتذار، وهنالك أخطاء يجب أن تعتذر فورًا دون تردد وأخيرًا ضع نفسك مكان الشخص الذي أخطأت بحقه. وتعلم من أخطائك حتى لا تحدث لك أخطاء في المستقبل، وتجنب ما قد يثير غضب أو زعل الأشخاص، وعود دائمًا نفسك على الاعتذار حتى على الأمور البسيطة وتجنب المشاكل والخلافات والتجريح.