بعدما أعلن الدراج الأمريكي لانس آرمسترونج نهاية صراعه ضد اتهامات تعاطي المنشطات الموجهة إليه، تخلص البطل الأميركي المعتزل من صداع مزمن كان يؤرقه.. لكنه أيضا خسر ألقابه السبعة بسباق "تور دو فرانس". وكانت الوكالة الأميركية لمكافحة المنشطات (يوسادا) أعلنت الجمعة رداً على قرار آرمسترونج أنها أوقفته مدى الحياة وجردته مع ألقابه السبعة القياسية التي أحرزها في أكبر وأهم سباق للدراجات في العالم. وقالت الوكالة التي تتخذ من ولاية كولورادو الأميركية مقرا لها في بيان إنه "نتيجة لقرار آرمسترونج، فقد أصبح لزاما على يوسادا طبقاً للقواعد المعمول بها ومنها ميثاق الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات التي يخضع لها آرمسترونج تجريد الدراج الأميركي من نتائجه وإيقافه عن المشاركة في جميع المسابقات المستقبلية". وأضافت الوكالة الأميركية "وإضافة إلى عقوبة الإيقاف مدى الحياة، سيجرد آرمسترونج من جميع النتائج الرسمية التي حققها بداية من أول أغسطس 1998 ومنها تجريده من أي ميداليات وألقاب وانتصارات ونقاط وجوائز". ولطالما أحاطت شبهات تعاطي المنشطات بالدراج الأميركي الشهير /40 عاما/ طوال مشواره الرياضي. وأكد آرمسترونج، القادم من ولاية تكساس الأميركية، الذي اعتزال سباقات المحترفين العام الماضي، أنه لم يثبت عليه أبداًَ تعاطي المنشطات في أي مرحلة من حياته الرياضية، وقال "لا يمكن ليوسادا أن تفرض قبضتها على إحدى الرياضات الدولية المحترفة وأن تحاول تجريدي من ألقابي السبعة في تور دو فرانس.. فأنا أعرف من فاز بهذه الألقاب السبعة وزملائي يعرفون من فاز بها وكل من نافستهم يعرفون من فاز بهذه الألقاب السبعة". واتهم آرمسترونج يوسادا بمطاردته ومحاولة الإيقاع به، مؤكدا أنه بدلا من إهدار وقته في دحض الاتهامات الموجهة إليه فإنه قرر تكريس نفسه لأسرته ولمؤسسته الخيرية لعلاج السرطان. وأضاف "إن تأثير هذه القضية على أسرتي وعلى عملي مع مؤسستي وعليّ أنا أيضا قادني إلى ما أنا فيه اليوم، وهو إنهاء هذا الهراء". وكان آرمسترونج خرج فائزا من معركته مع مرض السرطان ليكمل مشواره في سباقات الدراجات ويحقق إنجازه غير المسبوق بإحراز لقب تور دو فرانس سبع مرات قياسية. وقال "لو كنت وثقت للحظة واحدة في أنه بالمشاركة في عملية يوسادا فإنني سأتمكن من مواجهة هذه الاتهامات بطريقة عادلة ثم سأتخلص تماماً من كل هذه القضية إلى الأبد لكنت انتهزت الفرصة.. ولكنني أرفض المشاركة في عملية أعرف تماما أنها منحازة وغير عادلة". واتهمت الوكالة الأميركية لمكافحة المنشطات آرمسترونج رسميا في يونيو بخرق القواعد الرياضية واستخدام المواد المنشطة ومن بينها منشط الدم "إي.بي.أو" والتيستوستيرون، وكذلك الخضوع لنقل دم لتعزيز كفاءة الأداء في أوائل عام 1996. وذكرت الوكالة أن لديها اختبارات أجريت عامي 2009 و2010 توضح "تماما" وجود منشطات في العينات كما أن لديها شهادات من عدد من الدراجين تفيد بأن آرمسترونج استخدم المواد المحظورة وروج لها بين زملائه. وكان تحقيقاً جنائياً في ادعاءات مشابهة قد استمر لمدة عامين وانتهى في فبراير الماضي دون توجيه اتهامات إلى آرمسترونج. وطالب آرمسترونج محكمة أميركية بمنع الوكالة الأميركية لمكافحة المنشطات من اتخاذ أي إجراءات ضده.