في بعض الأوقات نكتشف أن هناك شيئًا ما يجلب لنا السعادة وكأننا نقول وجدناها!، مثال على ذلك، تجد أن قراءة بعض الكتب التاريخية سواء القديمة أو المعاصرة هي متعة وفائدة كبيرة لك، بل إنك تضع إصبعك عليها وكأنك تقول هذا ما كنت أبحث عنه وأشعر أنه مناسب لي ويلائمني، ولكن لم أكن أعلم أنها الفقرة الناقصة في حصيلتي الثقافية والتي بدورها سوف تعطيني الكثير من الدروس والعبر والفائدة والمتعة وسوف تؤدي إلى تحفيزي إلى مجالات أخرى ربما كانت غائبة عني، ولم تكن حاضرة وبارزة في ذهني لكي أكتشفها وأقتنصها. مثال آخر، تجلس وتشاهد قناة تليفزيونية أجنبية غير ناطقة بلغتك من خلال شاشة التليفزيون وتكتشف أنك اكتسبت معلومات ومشاهدات من خلالها مفيدة لم تشاهدها من قبل في القنوات التي اعتدت عليها، بل تطور الأمر وبدأت تهتم باللغة التي تتحدث بها هذه القناة، وبدأت تلاحظ أن حصيلتك اللغوية من المفردات لهذه اللغة ارتفعت وزادت، ووجدت نفسك أيضًا أنك أصبحت تفهم ما يقولونه بدون ترجمة. كل ذلك أمثلة وليست حصرًا، بل هي بداية لكل واحد فينا أن يبدأ ويبحث عن ما يحفزه ويزيد ثقافته ومكتسباته والتي سوف تكون له عونًا في حياته. ما أود أن أقوله، بأن كل واحد فينا لديه بكل تأكيد ميول ورغبات لأشياء جميلة ومفيدة غائبه عن تفكيره وذهنه وهي تسعده ومن المؤكد أنه يريدها ولكن لم تخطر بباله وأنه لو بحث عنها وحاول أن يكتشفها سوف يجدها حتما. تمر علينا وعلى كثير من شبابنا وشاباتنا أوقات مهدرة وهي أوقات ثمينة لا تعوض، ولو أحسنا استغلالها جيدًا لسوف تعود علينا بالفائدة والمتعة والنفع وبكل تأكيد بالسعادة، ولتوقفنا أيضًا عن الشكوى من الملل والشعور بطول الوقت ونحن لا نفعل شيئًا، فالعقل غذائه الفكر الصحيح والجسم يحتاج إلى وقود وهو العمل والحركة، ولكي يعمل الاثنان بكفاءة لابد من البحث عن ما يحفزهما ليعمل كل منهما بالشكل المطلوب. فلنبتعد عن رتابة الحياة والسلوك اليومي الممل، ونبحث باستمرار عن ما يحفزنا ويزيد متعتنا وسعادتنا في الحياة، فلن تجد أحدًا يعرف كيف يسعد نفسك مثلك أنت.