امتداداً للمقال السابق عن تعلم اللغة فهذا هو الجزء الثاني الذي نركز فيه على جانب مهم في تعلم اللغة وهي الفائدة من تعلمها. إن التعرف على فائدة الشيء يحفز للوصول إليه كالتعرف على فائدة تعلم اللغة مثلاً، فإن عرفنا الفوائد اجتهدنا لتعلمها، ومن فوائدها تحفيز النشاط الذهني، فأي نشاط ذهني للدماغ هو صحي على الإنسان، فكما نهتم بصحتنا البدنية فإن للصحة الذهنية علينا حقاً، لأن النشاط الذهني يتصدى للأمراض العقلية التي قد تصيب الإنسان كالزهايمر أو الخرف أو غيرها، كما يعطي حافزاً عالياً على التفكير. كما أن اللغة تثري الحصيلة الثقافية لدى الإنسان، فإن تعلمنا مثلاً اللغة الإسبانية فإننا سنتعرف من خلالها على ثقافة الشعوب الناطقة للإسبانية في إسبانيا أو أميركا الجنوبية مثلاً، وسنتعرف على آدابهم وحضاراتهم وتواريخهم وعاداتهم، خصوصاً إن اختلط معهم وتواصل معهم، وهي أيضاً فائدة؛ لأن اللغات تساهم في تواصل الشعوب مع بعضها وفهمهم لبعضهم، وتساعد في تكوين صداقات مع آخرين من بقاع الأراضي المختلفة، والإثراء لا ينحصر في الثقافة بل هو أيضاً يثري الإنسان في الإثراء التعبيري، فيستطيع الإنسان أن يعبر لفظياً أو كتابياً بسبب الإثراء اللغوي الذي حصل عليه. ولا تتوقف الفوائد هنا، بل إنها تساهم في زيادة الثقة لدى الشخص بنفسه، فهو من خلال اختلاطه بالآخرين والتواصل معهم فإنه سيكسر حاجز الخجل إن وجد، وسيزيد من قدرته على التحدث والتعبير. ومن النقاط المهمة في تعلم اللغات أنها تساعد الشخص في اكتساب معارف جديدة، فإن تعرف على أدب أو تاريخ أو ثقافة أخرى من خلال اللغة فهذا سيساهم في إبحاره بشكل أكبر في مجال الأدب مثلاً سواء باللغة التي تعلمها أو بلغة أخرى. كذلك ستفتح له آفاقاً جديدة كالفرص الاستثمارية، فالتاجر الذي تعلم لغة يمكن أن يجد فرصاً تجارية جديدة قد تفيده، وبالإضافة إلى ذلك ستؤدي إلى استفادته من أفكار جديدة، فقد يتعلم اللغة موظف في مجال المواصلات، فإن سافر للبلدان التي يعرف لغاتها فيمكن أن تخطر في باله أفكار جديدة وجدها في هذه الدول، وكذلك فإنها تسهل على الشخص السفر والترحال. وفوائد اللغات كثيرة، وذكرها هنا ليس على سبيل الحصر، وكل إنسان له تجربته الخاصة في التعرف على هذه الفوائد، وهناك جوانب أخرى في تعلم اللغة من الأفضل أن تكون لدى الشخص غير التي نتحدث عنها في هذا المقال أو التي ذكرناها في المقال السابق، وسنخصص لها إفراداً خاصاً كالطريقة السليمة في التعلم، ومن أين نبدأ، وما الصعوبات والمشكلات التي من الممكن أن تواجه الشخص في تعلمها، بالإضافة إلى الوسائل الخاصة بالتعلم.