يَعتبر البعض الزيارات الفردية في العيد من أجل تبادل التهاني وتقوية الروابط الاجتماعية بين الناس أمرا مرهقا، ويستغرق الكثير من الوقت، ويستلزم الكثير من الجهد، لأن إقامة الأقارب في أماكن متباعدة، حتى داخل المدينة الواحدة، وما يستلزمه ذلك من جهد ونفقات، دفع عددا من العائلات إلى قصر التواصل على الهاتف فقط، ولكن البعض ارتأى تنظيم اجتماعات كبرى في مكان واحد مثل قصور الأفراح، لتجميع الأهل والأقارب في مكان واحد وزمان واحد، وذلك تقليلا للنفقات، وتسهيل اللقاء على الجميع. وينظم عدد كبير من العوائل في مدينة الطائف مثل هذه الاجتماعات في العيد، لاختصار الوقت والجهد والتكلفة، حيث يحرص كثير منها على تنظيم اجتماع شامل لمدة ساعتين، صباح يوم العيد يضم أبناء العائلة الكبيرة، أوالقبيلة للتواصل، والمعايدة، ويلتقي فيها كل شخص بأهله وأقاربه، بعد أن باعدت بينهم ظروف الحياة لأكثر من عام. يقول أحمد الغامدي: "في الماضي كان رب الأسرة يقضي أيام الأعياد، وهو يتنقل من بيت لبيت من أجل المعايدة، مما يستلزم الوقت، والجهد، والتكلفة، وفي الوقت نفسه كان ذلك يربك الأسر، فبعض العوائل ترغب في التنقل من مدينة إلى أخرى أو منطقة إلى أخرى، لزيارة قريب لها أو أكثر، ولكن ارتباطات العيد كانت تعيق ذلك، والاجتماع العائلي أتاح للجميع اللقاء في مكان واحد وفي وقت واحد". ويقول صالح كردي الغامدي (عميد إحدى الأسر بالطائف) خلال اجتماع عائلي بمناسبة العيد "من فضل الله علينا أنه شرع العيد لتجديد الأفراح، وإدخال السرور والبهجة في النفوس، وهذا التجمع الذي نعقده سنويا في العيد، تتحقق فيه فرحة العيد للجميع" مشيرا إلى أنه من أكثر المؤيدين لمثل هذه الاجتماعات المباركة. وأوضح، أن هذه الاجتماعات لا تقتصر على الأعياد، حيث تحرص عائلته على الاجتماع كل فترة، وذكر أن "هذا اللقاء هو الخامس هذا العام، وعادة ما نحدد موعد الاجتماع ومكانه قبل العيد، ونحرص دائما على توجيه رسائل تذكيرية لجميع أفراد القبيلة المتواجدين في محافظة الطائف، عن طريق الجوال قبل الموعد بفترة كافية، ليتمكن الجميع من تنسيق ارتباطاته والحضور". وأشار الغامدي، إلى أن الاجتماع غالبا يبدأ في الساعة التاسعة صباحا، ويستمر حتى قبل صلاة الظهر، ويجتمع أبناء القبيلة في جو عائلي جميل". وأضاف، أن مثل هذه الاجتماعات تتيح للأسر الالتقاء بذويهم، والاستمتاع بفرحة العيد، ومن جهة أخرى توفر لرب الأسرة الوقت الكافي للتنزه، والسفر من مدينة إلى أخرى.