سعادةُ عظيمة كانت تغمر الأجيال السابقة عند دعوتهم لوليمة أيًا كان مستواها، كانوا يستلذون بالطعام من شدة الجوع والفاقة ولا تعتقد أنهم كانوا يَصِلون لحد الشبع الذي نشعر به أصلاً قبل حضورنا لأي وليمة، كذلك نقلها لنا من عاش في تلك الفترة القاسية. أحببت أن أُذكر نفسي وإياك بأننا مُقبلون على أيام عيدٍ سعيد تختلطه بعض المناسبات يجب أن نُحكم العقول فيما نقوم به سواء كُنت ضيفًا أو مستضيفًا. يُلبي الضيف الدعوة في هذه الأيام ليس للأكل والشرب وإنما تشريف وتسجيل حضور لا غير، والمستضيف يُقدم ما لذ وطاب والهدف ألا يكون في مجال سُخرية من قِبل ضيوف الشرف ولو كان على حساب الإسراف والبذخ وكسب رضى الضيف في معصية الخالق ومُديم النِعم. ماذا ننتظر!! هل ننتظر عقوبةً من الله تحِل بنا على ما كسبت أيدينا أم ننتظر قرار دولة صارمًا يُوجب مخالفاتٍ مالية مقابل الهدر الغذائي في قصور الأفراح. عزيزي القارئ هل تستطيع أن تبدأ معي خطوة للأمام ونفعل ما يتوجب علينا فعله وما حثنا عليه ديننا الحنيف؟ إن كنت ضيفًا فأجب دعوة الوليمة بسرور واستمتع بتناول طعام المستضيف واستشعر هذه النعمة التي بين يديك، وأن من سبقونا لم يتنعموا بها. وإن كنت يا عزيزي مستضيفًا فتجنب الإسراف والمباهاة ولا يكن إسرافك عقوبة لحرمان أبنائك وأحفادك من هذه النعمة. وبالشكر تدوم النّعِم وابدأ بشكر النعمة بأفعالك ولسانك وقلبك، ولا تنس أنك لَبِنة من المجتمع ويجب أن تفعل.