تعج حواري وبيوت محافظة القطيف بمجالس الذكر وتلاوة القرآن الكريم طوال أيام شهر رمضان الفضيل مثلها مثل كثير من مناطق المملكة، ويتناوب كثير من العائلات على تلاوة أجزاء من القرآن يومياً، بين الإخوة أو الأقارب والأهل بشكل عام، بينما يشجع بعض الآباء أبناءهم الصغار على حضور مجالس التلاوة والمشاركة فيها، ولو بآيات قليلة. "قاسم" أحد هؤلاء الأطفال يحرص بشكل سنوي على حضور مجالس تلاوة القرآن ويستمتع بها، وعلى الرغم من أن بعض الكبار يخشون من أن تكون تلاوة الصغار مليئة بالأخطاء مما قد يفسد حلاوة الذكر وخشوع بعض من متابعة التلاوة بشكل سليم، إلا أن قاسم نجح في محاولاته أكثر من مرة في تلاوة عدد من الآيات. يقول قاسم: إن قراءة الآيات ولو قليلة يشعره بالفخر والاعتزاز، إذ يستطيع القراءة أمام الآخرين دون خجل، خاصة بعدما تجاوز مرحلة البداية، لكنه ما يلبث أن يستمر ويواصل دون أخطاء، مضيفاً أن والده يحرص على تعليمه تجويد القرآن والتلاوة، ويضيف لقد حرص أبي منذ أن كنت في الصف الأول الابتدائي على أن أتعلم القرآن لذلك فأنا الآن أجيد تلاوته بشكل طيب. وغير قاسم هناك عشرات الأطفال الذين يرتادون مجالس الذكر وتلاوة القرآن ويساهمون في تلاوة أجزاء مع ذويهم، بعضهم يحضر للمتعة وآخرون لمرافقة آبائهم أو أصدقائهم، أو خروجاً من روتين المنزل. ويرى المواطن حسين السعيد، أن هذه العادة رباهم عليها الآباء والأجداد، فساهمت في غرس حب القرآن لدينا. أما "الأب" علي العيد فيقول: أنا آخذ أبنائي لمجالس الذكر ليكونوا قريبين من القرآن، وأحاول أن أدفعهم للمشاركة في التلاوة كلما استطعت، ليس فقط لكي يشاركوا ويتعلموا تلاوة القرآن - فذلك مطلوب بالتأكيد - وإنما لكي يكتسبوا خاصية الجرأة في مواجهة الآخرين خاصة إذا كان المجلس كبيراً وبه عدد كبير من كبار السن.